وصف محمد عبدالقادر - رئيس تحرير دورية شؤون تركية، التحالف "الإسلامي" لمواجهة الإرهاب، الذي دعت إليه الرياض مؤخرًا، ب"الهش وغير محدد الأهداف"، كما يغيب عن أعضائه الحد الأدنى من التجانس المطلوب. وأكد "عبدالقادر" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن هذا التحالف يفتقد إلى مقومات النجاح، وذلك علاوة على الأسباب السابقة، فإن هناك تنافر وتضارب كبيران في مصالح أعضائه، كما تعدد أجنداتهم. وأوضح أن هناك اختلاف كبير بينهم حول مفهوم الإرهاب، ومن ثم فهم مختلفون حول تسمية بعض الجماعات المسلحة، علاوة على ذلك فمفهوم التحالف الإسلامي مفهوم فصفاض غير محدد المعالم. وأشار إلى أن هذا التحالف ذا طابع طائفي، باعتباره تحالفًا سنيًا تستهدف السعودية من خلاله مواجهة السلوك الإيراني الشيعي الذي تعتبره عدائيًا، وأن ذلك من شأنه تعميق الأزمة في المنطقة العربية وتكريس الطابع الطائفي الذي تحاول بعض الاطراف دفع المنطقة إليه. وحول انضمام تركيا لهذا التحالف، نوه "عبدالقادر" إلى أن أنقرة داعم قوي للجماعات الإرهابية، ومن ثم فليس من المتصور أن تكون جزءًا من أي تحالف من هذا النوع، وأن إيران أيضًا لا يمكن أن تكون من هذا التحالف؛ نظرًا لدعمها لجماعات مثل حزب اللة والحوثيين والتي تعتبرها السعودية إرهابية، ما دفعها لتشكيل هذا التحالف. وحول تأييد مصر لهذا التحالف، أورد "عبدالقادر" أن مصر داعم قوي للموقف السعودي؛ باعتبار أن الأمن الخليجي جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ومن ثم المصري، فضلًا عن ذلك فمصر ترحب بأية جهود دولية لمواجهة جدية للجماعات الإرهابية. وأكمل أنه على الرغم من المصالح المشتركة بين القاهرةوالرياض، ودعم الطرفين لبعضهما البعض، إلا أن السياسة الخارجية المصرية تتسم باستقلالية الموقف والاتجاه والرؤية، كما تتخذ مصر المواقف التي تتفق والمصالح الحيوية للأمة العربية ومتطلبات الأمن القومي العربي بصرف النظر عن اتفاقها أو اختلافها مع مواقف بعض الدول العربية. واختتم "عبدالقادر" حديثه قائلًا: أتصور أن السعودية تحاول استنساخ التحالف العربي في اليمن، ولكن بتحالف ذا طابع طائفي يعمق الأزمة ولا يقدم حلولًا عملية.