يواجه رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما دعوات متزايدة من أجل الاستقالة، في أعقاب سلسلة الفضائح التي أحاطت به سواء فضائح نسائية أو استخدامه لأموال دافعي الضرائب في تحديث منزل ثم إقالة وزير المالية صاحب الشعبية نهلانهلا نيني مما أدى إلى تراجع حاد في قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأسبوع الماضي. ومن المنتظر تنظيم مظاهرات في مختلف أنحاء جنوب إفريقيا مظاهرات ضد زوما 73/ عاما/ المتزوج من 4 نساء والذي تمت تبرئته في قضية شهيرة من تهمة الاغتصاب قبل انتخابه رئيسا لجنوب إفريقيا في .2009 كان المسمار الأخير في نعش رئاسة زوما بالنسبة للكثيرين قراره الأسبوع الماضي إقالة وزير المالية نهلانهلا نيني الذي يحظى بثقة المستثمرين بفضل سياساته المالية المنضبطة وباعتباره الصوت الداعي إلى ترشيد الإنفاق المالي في حكومة متهمة بالتبذير. يقول المحلل الاقتصادي ديفيد رودت إنه يشك في قدرة زوما على البقاء في السلطة بعد الفضيحة الأخيرة التي شملت إقالة نيني. وقال "لا أرى على الأرض كيف يمكن أن يبقى زوما رئيسا لجنوب إفريقيا". كان نيني قد دخل في مواجهة مع الرئيس زوما حول أولويات الإنفاق العام في الوقت الذي تعاني فيه جنوب إفريقيا من تراجع أسعار المعادن وارتفاع معدل التضخم وتدهور البنية التحتية لقطاع الطاقة وارتفاع معدل البطالة موجة الجفاف الأشد منذ عقود. يذكر أن زوما يمضي في اتجاه توقيع عقد لإقامة محطة طاقة نووية بمليارات الدولارات مع روسيا، في حين يقول خبراء الطاقة إن المشروع باهظ التكلفة وغير كفء. ووافق الرئيس على خطة لإنقاذ شركة طيران جنوب إفريقيا الحكومية المتعثرة والإذاعة الحكومية بمليارات الراند. وتتهم المعارضة زوما أيضا بتعمد تضخيم حجم الخدمات العامة من أجل المحافظة على شعبية حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب إفريقيا. ومن الانتقادات الموجهة إليه في هذا الشأن الإنفاق الكبير على مشروعات مثل إقامة حمام سباحة وملعب كرة قدم في مسكنه الريفي. وقال مسئولون أمنيون إنه تم إنفاق 250 مليون راند (5ر16 مليون دولار) على تحديث المنزل الريفي للرئيس لدواع أمنية وأن حمام السباحة كان في الواقع خزان مياه لأغراض الإطفاء. وفي أكتوبر الماضي قال مسئولون في وزارة الدفاع إنهم يدرسون شراء طائرة رئاسية جديدة بعدة ملايين من الدولارات، على أساس أن هذه الخطوة لازمة من أجل ضمان سلامة الرئيس وانتظام تحركاته. والطائرة الجديدة التي ستضم جناحا للنوم ومطبخ كامل التجهيزات وغرفة اجتماعات تسع 8 أشخاص ستكون الثانية التي يتم شراؤها للرئيس زوما منذ توليه السلطة. وقد اكتسبت الحركة المطالبة بإقالة زوما زخما في أكتوبر الماضي في أعقاب الاحتجاجات الطلابية العنيفة على زيادة مصروفات الدراسة. وقد رضخ زوما لمطالب الطلبة بعد أن استولوا على مقار الحكومة المعروفة باسم "مباني الاتحاد". وكان زوما قد أعلن الأسبوع الماضي اختيار عمدة مدينة صغير وغير معروف على نطاق واسع وهو ديفيد فان رويين وزيرا للمالية خلفا الوزير نيني مما أثار غضب المستثمرين. وأدى هذا الإعلان إلى انخفاض سعر الراند الجنوب إفريقي بنسبة 10% أمام الدولار أواخر الأسبوع الماضي. وفقدت أسهم 17 شركة مالية وعقارية مسجلة في بورصة جوهانسبرج للأوراق المالية 290 مليار راند (19 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال جلستين بعد إعلان إقالة نيني وذلك بحسب المحلل المالي والصحفي إليس هوج. وفي مساء أمس الأحد فاجأ زوما الأسواق بإعلانه نقل فان رويين إلى وزارة الحكم المحلي الأقل أهمية واختيار وزير المالية الأسبق برافين جوردان وزيرا للمالية. وقد ارتفعت قيمة عملة جنوب إفريقيا "راند" بنسبة 5% تقريبا في بداية تعاملات اليوم الاثنين، بعد تعهد الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما الذي يواجه ضغوطا متصاعدة لتقديم استقالته بتعيين وزير مالية جديدة يحظى بشعبية كبيرة. وقال زوما في بيان"كحكومة ديمقراطية، نركز على أهمية الاستماع إلى الشعب وعلى الاستجابة لوجهة نظره". كان برافين جوردان قد تولى وزارة المالية في عهد الرئيس زوما أيضا خلال الفترة من 2009 إلى 2014 حيث حظي برضا المستثمرين، لكن تمت إقالته بسبب معارضته لعدد من المشروعات الحكومية التي اعتبرها إهدارا للمال العام. من ناحيته قال هوج إن الأيام المقبلة ستظهر ما إذا كان زوما سيتمكن من البقاء في السلطة بعد تراجعه المهين بشأن منصب وزير المالية. وأضاف "بعد هذه الكارثة، فإن استقالة زوما ستكون التصرف المناسب من جانب قائد عقلاني وفقا للقواعد الديمقراطية. لكن زوما ليس عقلانيا". كانت إقالة نيني قد جاءت بعد يوم واحد من إعلان مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني خفض تصنيف جنوب إفريقيا بمقدار درجة واحدة إلى بي.بي.بي سالب وهي أخر درجة قبل إعلان ديون أي دولة عالية المخاطر. وأشارت الوكالة إلى تباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدل الدين العام كأسباب لخفض التصنيف. وبعيدا عن أزمة وزارة المالية، واجه زوما عدة تقارير إعلامية عن علاقاته العاطفية وتورطه في علاقة غرامية مع ابنة أحد أقرب أصدقائه.