"البهائيون" و "النوبيون" يتهمون النظام ب"الاقصاء" ويقررون المقاطعة "الأمازيغ" يأملون التمثيل في البرلمانات القادمة .. و"اليهود" ينتظرون تعيينات رئيس الجمهورية عانت الأقليات في مصر من التهميش طوال السنوات الماضية، وبخاصة في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي وضع في عهده دستوراً وصف بالأسوأ في التاريخ، حيث عمل على تهميش الأقليات. فيما ضمن دستور 2013 الذي عدل على دستور الإخوان حقوق الأقليات، والذي نصت المادة 9 بباب المقومات الأساسية فيه على : "تلتزم الدولة بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، دون تمييز"، أما في باب الحقوق والحريات فنصت المادة 53 على: "المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء" . ومع اقتراب انعقاد البرلمان الجديد الذي انتهت انتخاباته منذ أيام، رصدت "الفجر" تمثيل الأقليات فيه، واستطلعت آراء ممثليهم حول نسبهم، سؤالهم هل أتيحت لهم الفرصة ليمثلوا تميلاً مناسباً في البرلمان الجديد؟. * "البهائيين" والاقصاء عن المشاركة كثيراً ما طالبوا بحقوقهم بالمشاركة في الحياة كأحد أطياف الشعب المصري، والبهائية يعتبرونها دين سماوي، دخل مصر منذ 150 عام عن طريق اثنين من تجار السجاد الايرانيين قبل ثورة 1952، كان الملك وقتها يرسل مبعوثاً عنه لحضور الاحتفالات البهائية في محفل البهائيين "حظيرة القدس"، والذي كان يقام في حي العباسية بالقاهرة. كان لهم في مصر العديد من المراكز والهيئات الإدارية إلى ستينيات القرن العشرين بعد صدور قرار جمهوري قضى بإغلاق هذه المراكز، حيث أغلقت الحكومة المصرية المحافل البهائية عام 1960، ولا يتم لقاء الضيافات، ولا توجد هيئة إدارية تجمع بين البهائيين في مصر الآن. هذا وقد عبّر رؤوف هندي، ممثل البهائيين المصريين، عن الوضع السيء الذي يلاحقهم كأقلية في مصر، وأكد خلال تصريحه ل"الفجر" أن الوضع السياسي المشهود على الساحة يُمارس كل الأدوات لإقصائهم عن الساحة السياسية، قائلاً: "غياب من سيمثلنا بالبرلمان القادم أكبر دليل على محاولات إقصائنا من الساحة السياسية.. ونحن سنمتنع من التعليق على أي أمر سياسي بأمر من المحامي حتى يعتدل الوضع". * "الأمازيغ" والأوضاع المُبشره وعن أمازيغ مصر فيتجمعون في واحة سيوة، ولهجتهم هي اللهجة السيوية، ويشكل الأمازيغ نحو 15 % من سكّان شمال أفريقيا، ويصل تعدادهم في مصر لنحو 23 ألف نسمة يقطنون واحة سيوة، وتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم في مصر عن 10%. وتضم واحة سيوة وما حولها إحدى عشرة قبيلة و22 ألف نسمة، و"السيوي" هم المجموعة العرقية الأمازيغية المتواجدة في مصر ويوجد عدد كبير من الأمازيغ في قنا ينتمون لقبائل الهوارة، ومن أهم العادات التعليمية للأمازيغ "التعليم الليلي" و"عرس القرآن" و"بخاري رمضان" و"المولد النبوي". والأمازيغ كلهم مسلمون ومتمسكون بدينهم رغم دخولهم في الإسلام متأخرين عن بقية المصريين، وهم من أكثر الشعوب دماثة في الأخلاق وهدوءًا وانغلاقًا على أنفسهم، محبين ومرحبين بالغريب رغم فقرهم النسبي، يتحدثون العربية ويتمسكون بلغتهم الأصلية الأمازيغية، ودائما يلازمهم الشعور بالغربة والضعف في مجتمع لا يعترف بهم وفي نفس الوقت لا يسمح لهم إلا أن ينصهروا فيه متخلين عن تراثهم ولغتهم وتقاليدهم. وعن وضع الأمازيغ في مصر قالت أماني الوشاحي، رئيسة طائفة الأمازيغ في مصر ل"الفجر"، إن الوضع الذي يعيشون فيه من بعد ثورة 30 يونيو جيد جداً، قائلة: "النظام الحاكم الآن من أكثر الأنظمة تفهماً لوضعنا، متوقعة أن يكون لهم مكان في البرلمانات القادمة. وأشارت إلى أن أعضاء لجنة الخمسين عقدوا مع ممثلي الأمازيغ جلسة استماع، كما احتفلوا رسمياً بعيد رأس السنة الأمازيغية هذا العام، بالإضافة إلى قرار وزير التعليم بإلغاء تدريس قصة "عقبة بن نافع"، فضلاً عن اعتراف الدولة بها كرئيسة طائفة، مستكملة: "هذا الوضع جيد ومُبشّر". *"اليهود" في انتظار تعيينات الرئيس في البرلمان اليهود المصريين هم الطائفة اليهودية التي سكنت مصر، وقد كانت من أكبر الطوائف اليهودية في العالم العربي وأكثرهم نفوذا وانفتاحا ومشاركة في مختلف المجالات في المجتمع المصري الحديث. بالرغم من كثرة عدد اليهود في مصر وكِبَر طائفتهم إلا أنه لم يمثل أي منهم برلمان 2015، إلا أن هناك بعض الدعاوي التي لاقت استحساناً من البعض ونفوراً من البعض الآخر، وهي المناداة بتعيين "ماجدة هارون" رئيسة الطائفة اليهودية في مصر في مجلس النواب القادم، وهو الأمر الذي لم يفصح عنه إلى الآن ولم ترد أي معلومات عن تعيينها من قبل رئيس الجمهورية. * "النوبيون" مقاطعون واحدة من أقدم الحضارات في العالم، ومعظم النوبيين في مصر على هامش المجتمع المصري، حيث اضطرت المجتمعات النوبية إلى مغادرة منازلهم بالقرب من النهر كما اعتادوا لإفساح الطريق لإنشاء الخزانات والسدود عدة مرات في السنوات ال100 الماضية. ففي عام 1960، اضطر أكثر من 50 ألف نوبي بمغادرة أراضيهم، وذهبوا لمكان في الصحراء بالقرب من كوم أمبو أثناء بناء السد العالي في أسوان، وانتقلت بعض العائلات إلى المستوطنات، في حين سعى البعض الآخر للجوء إلى الجزر الشمالية أو في قرى غرب أسوان، كما أنه يوجد العديد من الاضطهادات التي تلاحق النوبيين في مصر. وفي معركة شرسة خاضها النوبيين لإيصال عضواً لهم بالبرلمان القادم ينوبهم فيه لتوصيل أصواتهم للمسئولين حتى ينقذهم من ذعر الأقلية الذي يلاحقهم، حيث بدأت تلك المعركة بثمانية مرشحين انتهت بانسحاب كبير لسبعة منهم ليظل واحداً منهم فقط لينوبهم ويعرض مطالبهم تحت قبة البرلمان وهو ياسين عبد الصبور نقيب المُعلمين بأسوان الذي فاز عن دائرة "نصر النوبة". وتعليقاً على هذا قالت " نجلاء أبو المجد" ممثلة النوبيين، ل"الفجر" إن وجود مقعداً واحداً لهم بالبرلمان يؤكد أن الوضع الراهن والأجواء السياسية العامة موجهة-على حد قولها، مضيفة: "الإعلام موجه والوضع العام موجه ضدنا ويسعى لإقصائنا .. ولن نصرح بأي تصريحات في الوقت الراهن حتى يتم تصليح تلك الظروف والوعي بعدم وجودنا وتمثيلينا بأي شئ". * الشيعة لم يُمثلها أحد هم من اعتقدوا أن قيادة الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول من حق الإمام علي بن أبي طالب ومن بعده لأبنائه المعصومين، ولا يوجد إحصاء رسمي بأعداد الشيعة في مصر إلا أن بعض الأرقام المتداولة تشير إلى أن أعدادهم ما بين 15 إلى 20 ألف. ظل الشيعة في مصر حبيسي الأضرحة أو بعض الشقق خوفًا وهربًا من الأمن، ولكن بعد ثورة يناير بدء الشيعة الظهور، ولم يكتفوا بذلك بل طالبوا بممثلين لهم في لجان الدستور سواء 2012 أو 2014، كما طالبوا بممثلين لهم في البرلمان القادم، وهو مالم يتم.