حذر، خبراء من أن الإخفاق في اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لآثار التغير المناخي المتفاقم على كوكب الأرض، سيفضي إلى عواقب وخيمة تشمل إغراق بعض المناطق الساحلية ومناطق متاخمة لها، وما يستتبع ذلك من أضرار جسيمة على السكان ومصادر أرزاقهم وصحتهم، بالإضافة إلى نقص موارد المياه وتراجع الانتاج الزراعي وتضرر البنى التحتية والعديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية. في مؤتمر صحفي، عقده مركز الأممالمتحدة للإعلام في القاهرة، بمناسبة قرب إنتهاء مؤتمر القمة المعني بالمناخ في باريس، حذر الخبير المصري الدكتور، السيد صبري منصور، من أنه ما لم تُتخذ إجراءات كافية تتوقع الدراسات أن تتضرر مناطق ساحلية والدلتا في مصر، بسبب إرتفاع مستوى البحر وما قد يعقب ذلك من آثار وضغوط اقتصادية واجتماعية كبيرة. وذكر، أن التوقعات تشير إلى إمكانية أن تشمل الأضرار حتى بعض المقاصد السياحية والشعاب المرجانية. وإستشهد، الدكتور منصور بدراسات تشير إلى إحتمال نقص تدفق المياه إلى نهر النيل بسبب إرتفاع الحرارة والبخر بمعدل قد يصل إلى 60 في المائة، بما قد يسبب خفض إنتاجية محصول القمح بنسبة 15 في المائة حتى عام 2050 و36 في المائة حتى عام 2100، والأرز بنسبة 11 في المائة حتى عام 2050، والذرة بنسبة 14 في المائة حتى عام 2050 و19 في المائة حتى عام 2100، وأن تتغير خريطة التوزيع الجغرافي للمحاصيل الزراعية إلى جانب تضرر الزراعات الهامشية وزيادة معدلات التصحر والجفاف، وأن تطال الآثار السلبية أيضًا الانتاج الحيواني. و أبرز، أهمية إتخاذ خطوات إستراتيجية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر في مصر، مؤكدا ضرورة تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك نحو الاستدامة، إضافة إلى الإدارة الرشيدة والنهج التشاركي. وفي مداخلة، باسم منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قال مستشار موارد المياه والري الدكتور، فوزي كراجة، إن المنطقة العربية التي توجد فيها 14 دولة تعيش تحت خط الفقر المائي المدقع ستواجه وضعًا أكثر صعوبة وتحدياتً أكثر جسامة على صعيد الندرة الشديدة لموارد المياه. وأضاف، رغم أن الزراعة هي مصدر حوالي 25 في المائة من انبعاثات الغازات الحرارية المتسببة في التغير المناخي إلا أنها بدورها من بين أكثر القطاعات المتضررة من هذا الخلل المناخي بسبب نقص المياه وإرتفاع الحرارة وزيادة ملوحة التربة والكوارث الطبيعية والأعاصير والفيضانات، مما سيفضي إلى تراجع انتاجية المحاصيل بنسب تتراوح بين 10 و25 في المائة. وتعليقًا على أهمية مؤتمر باريس، قالت رئيسة المنتدي العربي الإعلامي للبيئة والتنمية، رنده فؤاد، خلال مشاركتها في المؤتمر الصحفي إن علماء المناخ أكدوا أن الشهور الثمانية الأولي من عام 2015 كانت الأعلي في متوسط درجات الحرارة مقارنةً بمثيلاتها منذ بدايه القرن العشرين.