التوكل على الله هو صدق الاعتماد على الله عز وجل واللجوء إليه في جميع الأمور وترك الاختيار لله تبارك وتعالى، فاختيار الله عز وجل وتدبيره للعبد أفضل من تدبير العبد لنفسه فهو الأعلم بمصلحته وأرحم به من نفسه وهو القادر على نفعه ، فالمسلم يأخذ بالأسباب التي قدرها الله تبارك وتعالى ثم يتوكل على الله. وللتوكل فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة لا يدركها إلا من فوض أمره لله سبحانه. الإنسان المتوكل على الله يشعر بالطمأنينة و الراحة النفسية فلا يشعر بالقلق ولا يعاني من الأمراض العصرية الناتجة عن القلق والتوتر وعدم التوكل علي الله حق التوكل والذي يجعل الإنسان قويا في تعامله مع مصاعب الحياة. التوكل على الله يجلب محبته سبحانه وتعالى لأنه يحب المتوكلين وقد أمرنا بالتوكل عليه وحده فقال تعالى:" وتوكل على الحي الذي لا يموت [الفرقان:58]. فضل وثمرات التوكل على الله
من ثمرات التوكل علي الله أن إيمان العبد لا يتحقق إلا بالتوكل عليه سبحانه فقال تعالى:" قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"(المائدة:23). طمأنينة النفس وسكونها وعدم الشعور بالقلق أو التوتر. التوكل على الله من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وقد أمرنا الله عز وجل بالتوكل علي في الطاعة، قال تعالى:" إياك نعبد وإياك نستعين"[الفاتحة:5]، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول عقب كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. من ثمرات توكل العبد على الله عز وجل أنه يكفيه من كل هم وضيق، يقول الله تبارك وتعالى:" ومن يتوكل على الله فهو حسبه "[الطلاق:3] ، وقال تعالى أيضا: " أليس الله بكاف عبده " [الزمر:36] . التوكل علي الله عز وجل يستوجب حب الله، قال تعالى:" ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) [آل عمران: 159]. التوكل علي الله سبحانه وتعالى سبب من أسباب النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة والفوز بالجنة بغير حساب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: عرضت علي الأمم -أي: كيف تأتي يوم القيامة - فرأيت النبي وليس معه أحد، والنبي ومعه الرجل -آمن معه رجل واحد!- والنبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الرهط، إذ عرض لي سواد كثير، فظننت أنهم أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه -الذين آمنوا مع موسى جمع كبير-، ثم عرض لي سواد كبير سد الأفق، فقيل: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا" وحينما سئل صلى الله عليه وسلم عنهم قال هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.