أكد خبراء بالعلاقات الدولية على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أثينا التي بدأها اليوم، الثلاثاء، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، ستتناول العديد من الملفات الهامة بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الأخيرة والعمليات الإرهابية، بالإضافة إلى الحديث عن العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين. العمليات الإرهاب والصراعات في المنطقة من جانبه أكد السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أهمية الزيارة، خاصة وأنها تأتي في سياق ما تم الاتفاق عليه، والتنسيق بين مصر واليونان وقبرص. كما أشار "بدر" إلى الملفات التي ستتناولها الزيارة، والتي يأتي على رأسها ما يتعلق بالأمن والإرهاب، متوقعاً أن تتطرق اللقاءات إلى العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في عدد من الدول الأوروبية، وحالة الاضطراب التي شابت عدداً كبيراً من دول العالم، لافتاً إلى الخلافات الأخيرة بين روسيا وتركيا، واتهام الأولى الأخيرة بالتعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي. ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى وجود ملف اقتصادي قوي، يجمع بين التعاون القائم والدائم بين ميناء "بيرايوس" اليوناني، وقناة السويس؛ لتنشيط التجارة في البحر الأبيض المتوسط. التبادل التجاري والملف العسكري ومن جانبه أكد السفير إبراهيم يسري، وكيل وزارة الخارجية الأسبق، على أهمية الزيارة الدورية لليونان وتنسيق شتى السبل لتوطيد العلاقات الموجودة منذ مئات السنوات، والتي ربط بينهم البحر الابيض المتوسط. وأشار يسري إلى أهم الملفات التي سيتم مناقشتها والتي منها التبادل التجاري، والصادرات والواردات، بالإضافة إلى الملف العسكري وتطويره والذي تمثل في اتفاقيات تبادل الأسلحة، التي تقوم بها البحرية المصرية واليونانية كل فترة، مشيراً إلى أنه كان أخرها التدريب المشترك "ميدوزا 2015" والذي بدأ أمس الاثنين ويستمر لعدة أيام باليونان تتويجاً لترابط العلاقات القائمة. اكتشافات آبار الغاز وفي سياق متصل أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، والشئون الأوروبية، على الدور الكبير الذي تقوم به مصر و اليونان في المنطقة، خاصة وأنه منذ وقت قريب كان هناك لقاء مصري يوناني قبرصي، وأن هذه العلاقة تعد استكمالا لما تم تنسيقه حول توطيد العلاقات العسكرية والاقتصادية، مشيراً إلى أن توطيد الدولة لعلاقاتها الخارجية، من شأنه أن يؤدي إلى تواجد الدولة وتأثيرها في المجتمع الدولي. وأوضح اللاوندي، أن من أهم الملفات التي سيتم مناقشتها في الزيارة، أهمها ما يربط مصر واليونان وقبرص اقتصاديا وسياسياً، قائلاً: "من الناحية الاقتصادية تحتل مصر المرتبة الثامنة للتعاون الاقتصادي مع اليونان وقد بلغت نسبة الصادرات اليونانية لمصر 4.2% في عام 2015 .. وبالتأكيد سيكون هناك ملف خاص لمناقشة الاكتشافات الخاصة بآبار الغاز أمام الشواطئ اليونانية و المصرية والقبرصية، خاصة وأن هناك تداخل في المنطقة البحرية الاقتصادية بين هذه الدول". وأكد خبير العلاقات الدولية علي ضرورة مناقشة التعاون العسكري لاكتشاف حقول النفط بين مصر وقبرص، ووجود المطامع الإسرائيلية في المنطقة وبالتالي تحديد الحقول، مستكملاً أن اللقاءات لن تخلوا كمن النقاش حول الأحوال في سوريا، و الخلاف التركي الروسي، والذي أدى بدوره إلى تصاعد التوتر والصراعات في المنطقة مما يستوجب التعاون عسكرياً.