أكدت صحيفة ال ليبرو الإيطالية، أن الهجمات التي استهدفت باريس قبل أسبوع، تكشف مدى التعقيد الذي ميز التخطيط لها، في مقابل الفشل في تأمين ما بعد العملية ما أسهم في التعرف السريع على أعضاء الشبكة سواءً الذين قتلوا أو الذين اعتقلوا، وحتى الذين حرص التنظيم على بقاء هويتهم مجهولة، ما يؤكد أن عبد الحميد أباعود، لم يكن العقل المدبر للعملية ولكنه منفذها الأول، والمسؤول عن فشل باقي الخطة التي كانت تهدف إلى تنفيذ ضربات مختلفة أكبر. ولكن الصحيفة الإيطالية رأت في المقابل أن هذه العملية تحمل من ألفها إلى يائها بصمات جهاز مخابرات داعش، وقسمه المكلف بالعمليات الخارجية، والذي أسسه العراقيان الشهيران، عزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي صدام حسين، وقائد الجيش العراقي الحقيقي الهارب منذ الغزو الأمريكي في 2003 والعقيد في المخابرات العراقية السابق المعروف باسم أبو أحمد العلاوني الذي قُتل في 2014، ومساعده في جهاز المخابرات الخارجية العراقية وقتها، قاسم رشيد الجبوري، الذي استلم الشؤون الاستخباراتية للتنظيم وهو المعروف باسم أبوعلي الأنباري حالياً، الذي يشغل منصب نائب البغدادي على رأس التنظيم. شبكة خلايا داعشية بعثية وقالت الصحيفة، إن الدوري وخاصة الأنباري، وكلاهما من محافظة الأنبار العراقية، يعملان على ربط الصلة وتأمين الاتصالات والخطط والتنظيم والترتيب للعمليات الخارجية للتنظيم المرشحة للارتفاع على الأقل في الفترة القريبة القادمة، ويلعب الأنباري في هذا المجال دوراً مركزياً بحكم صلاته القوية بين الخلايا البعثية النائمة في الداخل والخارج، وبين الخلايا التي زرعها في العراق وسوريا وفي الخارج أيضاً، باعتباره همزة الوصل بين المجلس العسكري الأعلى للتنظيم وعدد من الخلايا المشتركة العاملة خاصة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وانجلترا، والتي كانت ترتبط بداعش مباشرة بواسطة عبدالحميد أبا عود. مباركة البغدادي وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر غربية وعربية، إن الأنباري عرض على البغدادي شخصياً وحصل على تزكيته لتنفيذ خطته الرامية إلى ضرب أوروبا، بحضور قيادات المناطق الخاضعة لداعش ورؤساء خلايا التنظيم في الخارج، بداية بفرنسا، وذلك بهدف الانتقام منها، وإعطاء الإشارة للخلايا الجاهزة أو التي في طريقها إلى أوروبا لتنفيذ العمليات المبرمجة، تحت إشراف الأنباري شخصياً، بما فيها شبكة أباعود نفسها. معلومات عربية وأوضحت الصحيفة أن مخابرات عدة دول غربية وعربية خاصة وفي طليعتها المخابرات الجزائرية والمغربية والتونسية، نقلت جميعها ما لديها من معلومات عن استعداد أباعود للتسلل إلى أوروبا، حتى قبل عملية الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو، لتنفيذ عمليات كبرى فيها، مع مدها بأسماء بعض المتورطين في التخطيط لها، وأسماء شفرة ورموز، وأسماء عمليات، وغيرها من التفاصيل، التي تعكس تخطيطاً عسكرياً واستخباراتياً متقدماً، ليس في مقدور شخص مثل أباعود، حتى وإن كان قيادياً من الدرجة الثالثة في تنظيم داعش، أن ينجح في التخطيط له.