قال نشأت الديهي - الباحث في مجال العلاقات الدولية، إن الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا مؤخرًا، سيكون لها تأير كبير على التوازن الدولي؛ نظرًا للتحالفات الدولية والإقليمية التي تحاول الأطراف الفاعلة تشكيلها وعلى رأسهم روسياوالولاياتالمتحدة، محاولين خلال ذلك استقطاب الأطراف الأخرى. ونوه "الديهي" إلى أن تضارب الرؤى والمصالح يزيد من حدة الصراع بين هذه التحالفات ويجعل التوصل إلى صيغة جامعة تعبر عن موقف دولي مسألة غاية في الصعوبة. وأوضح "الديهي" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن روسيا تحاول تشكيل تحالف دولي لمحاربة الجماعات المسلحة، موازى للتحالف الذي تقوده واشنطن، والذي لم يحقق أي إنجاز يذكر على مستوى تحقيق الهدف المعلن، في حين نجحت روسيا في إلحاق خسائر موجعة بصفوف تنظيم داعش الإرهابي. وتابع أن العمليات الإرهابية التي وقعت في فرنسا مؤخرًا، من شأنها أن تدفع فرنسا للتنسيق مع روسيا، خاصة وأن فرنسا سبق لها وأن قامت بضرب مواقع لتنظيم داعش في سوريا، بعيدًا عن التحالف الدولي، علاوة على المرونة التي أبدتها باريس حيال مصير الرئيس السوري بشار الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية، ما يعد أرضية صلبة ينبني عليها مزيدًا من التعاون "الروسي-الفرنسي". وأكد "الديهي" أن مثل تلك التحركات، تعد خصمًا من الرصيد الأمريكي وقوة موقف التحالف الدولي الذي تقوده؛ لأن تنامي ظاهرة الإرهاب والتي تثير قلقًا كبيرًا في أوروبا خاصة بعد تفجيرات باريس، ستدفع الكثير من الدول التي ترى نفسها مستهدفة، إلى تبنى وجهة النظر الروسية سواء على مستوى محاربة جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية بعكس الانتقائية الأمريكية، أو على مستوى قبول الرئيس السوري بشار الأسد - المعضلة الأكبر في التوصل لصيغة توافقية حول الأزمة السورية - كرئيس انتقالي. واختتم "الديهي" حديثه قائلًا: أوباما غير قادر على التجاوب مع المتغيرات الجديدة على الواقع الدولي، كما أنه غير قادر على احتواء ظاهرة الإرهاب التي تتنامى يوميًا، ومن ثم فإن حلفاءه والتي تعد فرنسا أبرزهم سيضطرون لفض تحالفهم مع الولاياتالمتحدة والاتجاه شرقًا، حيث روسيا والصين.