تعددت نظريات سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ما بين خلل عطل فني في الأنظمة، أدى إلى سقوطها، وما بين انشطار ذيل الطائرة وما بين نظرية أن يكون سقوطها نتيجة عمل إرهابي محتمل، إلا أن هناك نظرية ضائعة يفرضها الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، والذي لم يسجل سوى أجزاء فقط من الثانية، على مدار 23 دقيقة من إقلاعها، في حين أنه مصمم للتسجيل طوال الوقت وتحت أي ظروف بيئية. وتكمن نظرية "العلم الأزرق" في التشويش المتعمد على الصندوق الأسود حتى لا يتمكن من التسجيل، وبالتالي لا يمكن معرفة سبب سقوط الطائرة من خلال حديث الطيار أو مساعد الطيار في غرفة القيادة أو في الطائرة نفسها، ولا يتم ذلك سوى بالتشويش والإعاقة الإلكترونية على الطائرة وتعطيل أجهزتها الملاحية والفنية والإلكترونية، ما يؤثر على إرسال البيانات والأصوات والتشويش عليها.
وكانت الطائرة عل ارتفاع 31 ألف قدم، أي أن الطائرة على ارتفاع لا يسمح لجهاز تشويش على الأرض من التقاطها؛ لسببين الأول فهي على ارتفاع عالٍ وثانيًا لأنها هدف متحرك وليس ثابت، فلابد أن يكون جهاز التشويش والإعاقة الإلكترونية محرك مثل الطائرة وعلى ارتفاع مواز يمكنه من تحقيق مهمته بكفاءة، فطائرة تشويش إلكتورني وإعاقة إرسالية تطير على نفس الارتفاع ولكن المسافة تختلف من مكان التشويش وماكن الإصابة كفيلة بالتشويش على الطائرة وقطع الإرسال عنها كما يحدث للأقمار الصناعية ولا يمكن رصد التشويش أو الإعاقة؛ لأنها ضربات كهرومغناطسية توجه للأنظمة الإلكترونية.
ويشار إلى أنه بدأت مناورة "العلم الأزرق" الأمريكية-الإسرائيلية في 19 من سبتمبر الماضي، واستمرت لمدة أسبوعين حتى انتهت خلال هذا الأسبوع في 3 من نوفمبر الحالي، وشملت المناورة الجوية طائرات من سلاحي الجو الإسرائيلي والأمريكي، قاعدة "عوفدا" الجوية في العربا، جنوب شرق إسرائيل والتي تبعد فقط بضعة كيلو مترات عن مكان سقوط الطائرة الروسية، بالقرب من مدينة العريش وأكثر قربًا من محيط سير الطائرة الروسية. وتعتبر هذة المناورة من أكبر المناورات الجوية العسكرية التي تشهدها إسرائيل، وتم فيها تجربة أسلحة جديدة في سلاح الجو بين الدولتين، منها طائرات الرصد والتشويش والإعاقة الإلكترونية؛ لعطيل الأنظمة الملاحية للطائرات وأجهزة الدفاع الجوي.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، صرح في وقت سابق بصورة عدائية ضد دولة روسيا، فيما وصفه بالعنف الروسي في سوريا، قائلاً "الولاياتالمتحدة شرعت بتحديث ترسانتها النووية، والاستثمار في تقنيات جديدة مثل الطائرات المسيرة بدون طيار وقاذفة قنابل جديدة بعيدة المدى إضافة إلى الأسلحة التي تستخدم أشعة ليزر وومدفع الكترومغناطيسي وأنظمة جديدة للحرب الإلكترونية، وأن هناك أيضًا أسلحة جديدة أخرى ستكون "مثيرة للدهشة ولا يمكنني وصفها هنا".