قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر انه يجب على أوروبا والولاياتالمتحدة العمل مع روسيا لهزيمة داعش، لأن ذلك يصب في مصلحة الجميع المشتركة لوقف الحركات الإسلامية الراديكالية قبل أن تصبح تهديدا وجوديا. و قال متحدثا في مؤتمر الأمن الدولي السنوي الذي يقيمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، يوم الاثنين، انه بعد السماح للولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط منذ أكثر من 30 عام، اصبحت روسيا منخرطة في المنطقة بسبب صعود الحركات الإسلامية المتطرفة التي تهدد استقرارها الداخلي ، قال رجل الدولة العليا للجمهور. و اوضح كيسنجر انه "تحاول روسيا منع ظهور وتعزيز هذا النوع من [التهديد] الإسلامي الراديكالي وفي هذا الصدد، فان اهدافها، التي طورتها بنفسها، موازية حقا مع مصالحنا.. لذلك أرى احتمال - في الواقع، مجرد احتمال - أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم مع روسيا." و قد تم ترتيب ظهور كيسنجر في هذا الحدث منذ أشهر. و كان من المفترض ان تكون المناقشة حول الاتفاق النووي الإيراني في سياق الأحداث في الشرق الأوسط، ولكن تناول الحديث في معظمه التحديات التي تواجه الولاياتالمتحدة وأوروبا في وضع استراتيجية للتعامل مع داعش في أعقاب الهجمات الإرهابية في باريس يوم الجمعة. و قد اوضح للجمهور أن تصريحاته ستكون في الغالب مرتجلة، قائلا انه في حين أن الأحداث في باريس تشبه الهجمات الإرهابية التي تحدث في نيويورك ولندن ومدريد منذ عام 2001، الا ان وحشيتها الاستثنائية تجبرهم علي اخذ وقفة. و قد اشار كيسنجر الي ان ما يجعل داعش في غاية الخطورة، هو أنها تتجاهل الحدود الوطنية في محاولة لقلب النظام الدولي بأسره. و اضاف ان الأساليب التي يستخدمونها "بوحشيتهم الصادمة تبرهن على عدم أهمية النظام القائم". و اضاف انه يجب علي أوروبا أن تقرر الآن موقفها، وما إذا كانت تريد المشاركة "كعضو فاعل في المجتمع الغربي" في التعامل مع ما وصفه كيسنجر بأنه "التحدي الأساسي" للقيم الغربية وحتى الوجود "في شكل الجهاد." و قد ايد المشاركين الآخرين في المؤتمر الأمني كذلك التعاون مع روسيا ضد المتشددين الاسلاميين. ودعا السفير المتقاعد توماس بيكرينغ لتعاون المخابرات ، فيما أشاد رئيس ال CIA جون برينان بالاتصالات بين الولاياتالمتحدة والمجتمعات الاستخبارات الروسية في الفترة التي تسبق دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي. و قال برينان "أريد الاستمرار في فعل ذلك، بغض النظر عن الخلافات السياسات بشأن سوريا".