تناولت شبكة "يو إس نيوز" الإخبارية الأمريكية، تعليقات عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي، حول الأحداث الإرهابية الأخيرة في لعاصمة الفرنسية باريس. وتحت عنوان "هجمات باريس تفضح تركيا من الداخل" للشبكة، جاء تقرير للمراسل الصحفي التركي بينار تريمبلي، والذي بدأ بنقل المشهد في تركيا عقب الإعلان عن الهجمات الدامية، فحينما كانت باريس غارقة في الدماء والأحزان على 132 ضحية، كان هناك من يشارك الفرنسيون في آلامهم، الجميع دعوا للصلاة وطلب المغفرة لهؤلاء الضحايا الأبريا، ولكن الأمر كان مختلفًا بالنسبة إلى بعض الأتراك الذين لم يحاولوا إخفاء سعادتهم بما حدث، إذ سيطرت البهجة على عدد من المجموعات الأسياسية المعروفة في تركيا التي انتقدت الحكومات الأوربية؛ لتضامنها مع فرنسا، كما انتقدوا أيضًا المواطنين الأتراك الذين استبدلوا صورتهم الشخصية على صفحات التواصل بصورة العلم الفرنسي، كما سخر هؤلاء الأتراك الراديكاليون من هاشتاج #الصلاة لأجل باريس #PrayforParis. وتابعت الشبكة: على سبيل المثال جاءت رسالة الكاتب الصحفي يوسف كابلان عضو الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك" قائلًا: في 25 عامًا تم قتل 15 مليون مسلم دون أن نسمع تغريدة واحدة، ولكن في الغرب كل هذه الضجة لأجل ليلة واحدة من الرعب، وهناك عشرات التغريدات المماثلة لتغريدة السيد كابلان، ولكن الأخطر كان خلال سؤال تطرحه الصحف التركية التابعة للحزب الحاكم، فتحت عنوان "هل تستحق فرنسا ما حدث لها ؟" حاولت بعض الصحف الإجابة من خلال استعراض التاريخ الاستعماري لفرنسا في منتصف القرن الماضي في المغرب العربي بوجه عام والجزائر بوجه خاص، كما خرجت صحيفة "يني أقيت" الناطقة باسم جماعة الإخوان التركية بعنوان "هم بدأوا الحرائق.. والآن ها هم يحترقون" وأشارت الصحيفة في داخل الموضوع إلى أن فرنسا تحصد ثمن دعمها للأكراد، وهو نفس المعنى الذي عبر عنه برلماني حزب العدالة والتنمية السابق، برهان كوزو، إذ صرح بأن ما يحدث لباريس يرجع في المقام الأول إلى دعم فرنسا لحزب العمال الكردستاني. وتابعت الشبكة أن حالة الشماتة انتقلت إلى الأفراد العاديين وجمهور الحزب الحاكم عبر صفحات التواصل الاجتماعي، فهناك من يتمنى أن تلقى موسكو ولندن المصير ذاته، والبعض يبشر يموجات أخرى تضرب أوروبا، وهناك من يعلنها صراحة ويهنئ داعش على خطوتها الرائدة، هذه الروح التي تسود تركيا، تكشف عن الانقسام المجتمعي الذي تعيشه البلاد بعد الانتخابات الأخيرة، وتهيئ بيئة خصبة للتعاون الفعال مع المنظمات الإرهابية وتوفير المنازل الآمنة لعناصر المجاهدين ومن ثم الانطلاق إلى أوروبا لترويع المدنيين وإزهاق الأرواح، ولعل هذا ما دعا النائب التركي المعارض صلاح الدين دميتاز، إلى تقديم العزاء اللائق لضحايا باريس، قائلًا: أدين هذه العمليات الآثمة ولكننا هنا في تركيا لم نكن بعيدين عن نيران هذا الإرهاب، لذلك فإنني أدرك هول المأساة وأدعو إلى محاسبة جميع الدول والقادة الذين يدعمون تنظيم الدولة الإسلامية، ونحن هنا في تركيا نعرف جيدًا القيادات التي تقف وراء استخدام المسلحين في ديار بكر وكذلك الهجمات الدموية في أنقرة".