وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الثلاثاء، رسالة الى ابناء الشيعة في مصر، وفيما دعاهم إلى ترك كل ما يهيج الرأي العام حتى وأن كان يؤدي لترك بعض الشعائر، أبدى استعداده لإرسال وفود للحكومة المصرية لإزالة أي خطر يحدق بمصر. وقال الصدر في رسالة وجهها إلى المسلمين الشيعة بمصر، وفق "السومرية نيوز"، "إنني أتابع أموركم وقضاياكم العامة والخاصة عن كثب من خلال الرصد والأخبار وبعض التنسيقات والاتصالات، مع ابتعاد بعض الجهات عنكم وعن شأنكم"، مبينا "إنني أليت على نفسي أن أعتني بشؤونكم". وأضاف الصدر "أنني أشعر بشعوركم وأحس بما تعانون على الرغم من أني لم أسمع منكم شكوى أو تذمر من هنا وهناك، فأنا على يقين بأنكم محفوفون بالخطر الذي يحدق بكم ويتربص بكم من المتشددين، الذين لا تعانون منهم انتم فحسب بل نعاني منهم ايضا"، مشيرا إلى أن "هؤلاء اتهموكم بالعمالة لدول شيعية أخرى بل تطورت الأمور فصاروا يتهمونكم بالزلل والإنحراف عن جادة الأخلاق والعقيدة، بهدف تحجيم دوركم والتضييق عليكم". وتابع الصدر أن ذلك كذب وافتراء محض، وأنه بمجرد تدقيق النظر، سيجدوا أن الشيعة في مصر لم يعتدوا على أحد، ولم يحاولوا التفخيخ ولا التفجير ولا شق العصا ولا حز الرقاب ولا الإرهاب، موضحا أن من قام بذلك هم جهات أخرى هي الاحق أن توصف عدوة لمصر وللإسلام وللإنسانية. بحسب قوله ودعا الصدر كل مصري شيعي إلى أن يتمسك بحب بلده ووطنه وأن يستمر على هذا النهج الوطني الحقيقي المطلوب إقامته منهم في هذه الفترة العصيبة، "حسب وصفه"، وأن يحفظوا الخط المحمدي الصحيح، لافتا إلى أن "مصر لازالت ذات طابع اعتدالي محمدي صحيح، وما يتحلون به من حب أهل البيت بطوائفهم. وأكد الصدر أن "هذا الطابع الذي شاع في مصر منذ زمن الفاطميين إلى يومنا هذا قد لا يدوم وخصوصا مع وجود تيارات (إسلامية) متشددة تريد زرع الفتنة في مصر، حيث تكفر من تشاء وترجئ من تشاء وكأنها الأمين العام للإسلام والمسلمين"، مطالبا إياهم ب"ترك كل ما يخالف الوضع العام وما يهيج الرأي العام ضدهم حتى وإن كان يؤدي إلى ترك بعض الشعائر، وتشكيل الوفود للقاء مراجعكم وأخوتكم في باقي البلدان، لتناقشوا معهم أموركم العامة والخاصة، لا سيما الحوزة في النجف الأشرف، وأنا على استعداد تام للتعاون معكم بهذا الخصوص". وشدد الصدر على ضرورة السعي الحثيث إلى تأسيس تشكيلات سياسية لا بعنوان الشيعة، وأن كان تحت مسميات أخرى تعطي الفرصة والمجال الكبير للرأي والرأي الأخر وتعطي الفرصة لخدمة المظلومين وخدمة الشعب، وما يتلائم مع وحدة الحكومة والمواطنين، داعيا إلى السعي لتوحيد صفوف المسلمين تحت راية واحدة، حتى وإن اختلفت العقائد والأراء السياسية والاجتماعية، وأنه بالتنسيق الفاعل مع الأزهر الشريف عندهم وعلمائهم من كل الطوائف والأديان. وطالب الصدر ب"فتح الحوار الفاعل مع الأديان والعقائد الأخرى الغير متشددة لا سيما أخوتكم السنة المعتدلين وأخوتكم المسيحيين وغيرها من الطوائف المنصفة الأخرى، وذلك لتحجيم الدور التشددي المقيت الذي عاث في أرض مصر ظلما وفسادا"، داعيا الحكومة المصرية إلى "عدم الإنجرار خلف تهديدات الإرهابيين لإثارة النعرات الطائفية والتفجيرات الإجرامية ضد الأقليات أيا كانوا". وأكد على أهمية "فسح المجال للأطراف المعتدلة لإبداء رأيها وزجها في عملية سياسية ديمقراطية شفافة وعادلة، تفضي على مصر جمالا ديمقراطيا ذات طابع حر وشفاف"، مبديا استعداده ل"إرسال الوفود للحكومة المصرية لاتمام ذلك، ولحفظ مصر من مخاطر الإرهاب والتشدد وإزالة أي خطر يحدق بها من هنا وهناك". وأشار الصدر إلى أن "مصر صفحة مشرقة من الربيع العربي المرصع بالطوائف العقائدية والدينية التي تتصف بحب الوطن وحب الله، ولذلك يجب ان ندفع الاحتلال الثالوثي المشؤوم –الأميركي والإسرائيلي والبريطاني- ولندفع خطر الدواعش الإرهابيين، بل والمد التشددي من هنا وهناك". يذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اكد، أمس الاثنين، انه وقف مع سنة العراق وشيعة مصر والسعودية لانهم مظلومين، فيما أشار إلى أنه سيقف مع المظلوم أينما وجد.