في تقرير إخباري حول المشهد السياسي للأحزاب الدينية الإسلامية قبل المواجهة المنتظرة في الانتخابات البرلمانية اللمصرية، عرضت وكالة "رويتز" الإخبارية، تقريرًا استهلته بصورة كبيرة ليونس مخيون رئيس حزب النور، خلال مقابلة أجرتها معه الوكالة سابقًا في مارس 2015 . وذكرت الوكالة أن "مخيون" يقع على عاتقه الآن التصدي لأشرس هجمة عرفتها جماعات الإسلام السياسي منذ ظهورها في مصر. ونقلت الوكالة تصريحًا ل"مخيون" وسط حشد من أنصاره في الإسكندرية، قال من خلاله إن فلسفلة حزب النور قائمة على تجنب المواجهات وممارسة المعارضة الحكيمة، من خلال الكلمات المنتقاة بعناية، ومن الجدير بالذكر أن حزب النور الإسلامي كان قد جاء في المركز الثاني خلال أخر انتخابات برلمانية بعد حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، التي أصرت على التشبث والانفراد بالسلطة دون مشاركة، فقفز "مخيون" من عباءة الإخوان واتجه إلى مساندة الجيش المصري. وتابعت أن "مخيون" كان واحدًا من قلائل القادة الدينيين والسياسيين الذين كانوا في المشهد إلى جوار قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، عندما ظهر على شاشة التلفزيون عام 2013، للإعلان عن ثورة جديدة ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته، ولكن الأمر في حقيقته، يشير إلى ذلك الحذر الذي ينتهجه حزب النور في ظل تاريخ طويل من عدم الاستقرار في العلاقة بين النظام والإسلاميين عبر عقود مختلفة، وهنا نجح حزب النور في التماشي مع الأوضاع الجديدة والتواري عن الأنظار وترويض الطموحات في التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية، الذي هو صلب العقيد السلفية التي ولد منها حزب النور، كما اضطر الحزب إلى دخول الانتخابات على نصف المقاعد المخصصة للقوائم الحزبية، حتى في الإسكندرية، التي هي المعقل التقليدي للحزب، فإنه يكتفي بنصف عدد الدوائر.
وبحسب ما يقوله "مخيون" البالغ من العمر 59 عامًا، فان "النور" يحظى بعلاقات جيدة مع الجيش والوكالات الحكومية ويوجد للحزب قاعدة شعبية جيدة، وعلى الرغم من ذلك ف"مخيون" يواجهه انتقادات داخل التيار الإسلامي تتعلق بأنه خان زملائه وقام بتوفير دعم سياسي للرئيس عبدالفتاح السيسي، كما أنه يضيف "التعددية الحزبية" إلى الانتخابات المصرية، وهذا بالطبع مفيد للحكومة والدولة المصرية بوجه عام، وهو ما دعا المعارضين إلى إطلاق اسم حزب "الزيف" بدلًا من "النور" على ذلك الحزب، الذي يسعى إلى ممارسة المعارضة المهذبة لضمان بقاء وجوده.