مع بدأ العام الهجرى الجديد، تتجدد التساؤلات حول الهجرة النبوية الشريفة، وهل كنت فى شهر محرم أم فى ربيع الأول، حيث أجمع العلماء على أنها كانت في شهر ربيع الأول وقد وصل رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، حيث أنها سميت بالمدينةالمنورة بعد أن دخلها صلى الله عليه وآله وسلم ونورها بنور وجهه الكريم. هل بدأ التأريخ الهجرى فى عهد الرسول أم عمر ؟
يؤكد الفقهاء أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من أرخ بالسنة الهجرية، وليس الفاروق عمر بن الخطاب، ولكن ما أشار به الإمام على رضى الله عنه، فى عهد عمر، هو أن يكون المبتدأ في التأريخ يوم ترك الرسول أرض الشرك أو منذ أن هاجر .
أي أن الهجرة كانت في ربيع الأول، ومنذ وقتها بدأ التأريخ الهجرى، فالصحابة كانوا يعدون الأشهر من هجرته صلى الله عليه واله وسلم الذي هو شهر ربيع الأول، و قيل ما سنده عن ابن عباس في تحويل القبله : « إنما صرفت القبلة في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة»، فإذا طرحنا ثمانية عشر شهرا من شعبان في السنة الثانية للهجرة نصل إلى ربيع الأول بداية السنة الهجرية .
كتابة التاريخ الهجرى فى عهد عمر بن الخطاب وأشار علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وآخرون، على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن يؤرخ منذ هجرة الرسول إلى المدينة، فاستحسن عمر ذلك والصحابة، وأمر بتحقيقه، وروي عن سعيد بن المسيب : أنه قال: جمع عمر الناس فسألهم : من أي يوم يكتب التاريخ ؟ فقال علي بن أبي طالب : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وترك أرض الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه.
لماذا يحزن الشيعة مع بداية السنة الهجرية في شهر محرم؟ مالا يعرفه الكثيرون أن معتنقى المذهب الشيعى يبدأون العام الهجرى بالحزن والبكاء، وإقامة العزاء والنحيب، على الإمام الحسين رضى الله عنه، الذى استشهد فى موقعة كربلاء، فى العاشر من شهر محرم، المعروف بيوم "عاشوراء"، حيث يستمر البكاء وإقامة العزاء لمدة عشرة أيام، هى الأولى من كل عام هجري.
ولديهم اعتقاد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم بذلك، وتنبأ به وأقام العزاء على الحسين فى حياته، أكثر من مرة، ومنهم متعصبون يرون أن بدأ العام الهجرى فى هذا الموعد هدفه تجديد أحزانهم مع بداية كل عام جديد.
المصريين يستقبلون العام الهجرى بالصيام وبأطباق " العاشورا" كعادة الشعب المصرى يحيى الذكريات ويحتفى بآل بيت النبوة على طريقته، حيث حولت مصر أحزان ونحيب الشيعة إلى طبق القمح "البليلة" المعروف بالعاشوراء، إلى جانب صيام أول أيام العام الهجرى، واليومين التاسع والعاشر من محرم، إحياءً لسنة نبوية، وهناك من يصوم لأن في الإفطار فرحة لا تجوز، فى ذكرى استشهاد سيد شباب الجنة، الذى يعشقه المصريين رغم اعتناق غالبيتهم للمذهب السني.