قال السفير أحمد الغمراوي سفير مصر السابق لدى كابولوبغداد، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تنظيم داعش الإرهابي هو الأداة التي تستخدمها الولاياتالمتحدة في محاولتها لكسر الجيش السوري بعدما انهت على الجيش العراقي عسكريًا، موضحًا أن داعش عبارة عن كيان جديد تم تخليقه من القاعدة بواسطة الصهيونية العالمية من أجل تأكيد النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في الشرق الأوسط، وسيطرة واشنطن على العالم. وأضاف "الغمراوي" - في تصريح لبوابة "الفجر" - أن الأزمتين السورية والعراقية هما المسرح الذي تنعكس عليه متغيرات موازين القوى العالمية، حيث لم تستطع الولاياتالمتحدة أن تنعم كثيرا من الوقت بحالة الهيمنة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد استعاد الاتحاد الروسي قدرًا من مكانته الدولية، وأصبح يناطح الولاياتالمتحدة ويعوق هيمنتها، مدشنًا عبر ذلك عصرًا جديدًا من العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أن حالة الضعف التي كانت عليها روسيا وقت الاحتلال الأمريكي للعراق، تغيرت ولن تسمح موسكو اليوم، لواشنطن أن تعيد ذات السيناريو في سوريا.
وحول تطورات الموقف في سوريا عقب الضربات الجوية الروسية على تنظيم داعش الإرهابي، أكد "الغمراوي" أن ذلك الوضع يعكس التغير في موازين القوى في الخريطة الدولية من جانب، كما يرسخ لواقع دولي جديد لا تسيطر عليه واشنطن من جانب آخر.
كما أوضح "الغمراوي" أن الولاياتالمتحدة بذلت جهودًا حثيثة منذ حرب الخليج مطلع التسعينات وأنفقت مليارات من أجل خلق واقع جديد في المنطقة العربية عامة، والعراق خاصة، يحقق مصالحها، ومن ثم يصبح السؤال الصعب هل ستفرط واشنطن بسهولة في العراق وتتركها نهبًا للنفوذ الروسي ؟
كما أشار إلى أن حلفاء واشنطن لن يقبلوا بدورهم أن تكون العراق إضافة للنفوذ الروسي، لأن ذلك من شأنه أن يخل بالتوازن الدولي، طبقًا لاعتباراتهم، ولكن في المقابل إيران بما تتمتع به من علاقات حميمة مع روسيا، وبما حققته من تقارب مع أوروبا والولاياتالمتحدة في إطار الاتفاق على برنامجها النووي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في الصراع الغربي الروسي على مسرح العراق، طبقا لما يحقق مصالحها. واختتم "الغمراوي" حديثه قائلًا: الصين هي رمانة الميزان في هذا الصراع المحتدم، وذلك نظرًا لما تتمتع به من علاقات حميمة بروسيا، تؤهلها للتدخل لحسم المعركة لصالح الجانب الشرقي من الصراع، ولكن السؤال التحدي هو هل ستغامر بكين بعلاقاتها الاقتصادية واسعة النطاق بواشنطن ؟ ومن ثم يصعب في إطار احتدام الصراع وعدم الاستقرار على موازين محددة للقوى، التنبؤ بما ستخفيه الأيام القادمة، وفي هذا الإطار يبقى العراق في مفترق الطرق يتصارع على مسرحه الجميع.