الخطوط الساخنة للوزارات لا تسمع.. لا ترد.. ومشغولة دائماً

■ لا أرقام للإبلاغ عن الفساد.. وموظف ل«الفجر»: جبتم الرقم منين؟!
إذا أوقعك حظك السيئ فى أزمة فلا تفكر على الإطلاق فى اللجوء للخطوط الساخنة التى تضعها الوزارات على مواقعها الرسمية، ورغم أنها تؤكد أن تلك الخطوط وسيلة التواصل مع شكاوى المواطنين إلا أن تجربة "الفجر" معها تؤكد أنها لا تسمع ولا ترد ومجرد أرقام صماء.
فهناك عشرات الخطوط الساخنة التى تعلن عنها الحكومة لتلقى شكاوى المواطنين والتواصل معهم بشكل مباشر، ولكن فى هذه الخطوط التليفونية مواقف لاتنتهى.
قررنا خوض التجربة بأنفسنا.. وفى البداية طلبنا الرقم الساخن الخاص بوزارة الصحة وهو 13777 فسمعنا رسالة مسجلة تقول "أهلا بكم فى مركز الخدمات الطارئة لوزارة الصحة.. لضمان مستوى الخدمة يرجى العلم أن المكالمة مسجلة وأنه فى حالة المعاكسات والبلاغات الكاذبة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية".
ثم تبعتها رسالة صوتية "للاستفسار عن أسرة العناية المركزة المتاحة أضغط الرقم 1..للاستفسار عن أسرة الحضانات وأسرة الحروق اضغط الرقم 2، للاستعلام عن علاج فيروس سى الجديد اضغط رقم 3، العلاج على نفقة الدولة 4، للشكاوى من اقسام الطوارئ وخدمات الدم 5..
قمنا بعدها بالضغط على رقم 3 من أجل الاستعلام عن إجراءات الحصول على علاج فيروس سى الجديد..ولكن كان الخط مشغولا ثم كررنا المحاولة أكثر من مرة ولا فائدة.
بعدها اتصلنا بالخط الساخن للهيئة القومية للتأمين الاجتماعى وهى المسئولة عن تقديم الخدمات لأصحاب المعاشات والتأمينات على الرقم 16217، وبالفعل تم الرد على الخط من خلال رسالة مسجلة تقول إن مواعيد عمل المركز من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء.. شكرا لاتصالك بالهيئة.. ولكن كان الرقم مشغولا بشكل متواصل.
بعد اتصلنا بالخط الساخن الخاص بوزارة السياحة على رقم 19654 والمخصص لخدمة السائحين العرب، وبالفعل استمعنا لرسالة الترحيب "يسر وزارة السياحة أن تتلقى جميع الشكاوى الخاصة بها على مدار 24 ساعة..الرجاء التكرم بإرسال البيانات الشخصية للتواصل على الرقم 23902490 أو 23914722 أو من خلال البريد الالكترونى [email protected] وسوف يتم ارسال الشكاوى الى القطاعات المختصة بالوزارة"، بعدها قام المندوب بالرد علينا وحين استفسرنا عن طبيعة الخط هل هو لشكاوى السائحين العرب أم المصريين فأجاب " هذا الخط خاص بوزارة السياحة ويخدم المصريين والعرب وكل من يتردد على أى منشأة سياحية أو مطعم أو فندق مرخص".
الغريب أن المندوب سألنا كيف عرفت الرقم الساخن، فأجبناه "من الإنترنت"، سألناه كم يستغرق الوقت للرد على الشكوى وذلك بعد ترك البيانات الشخصية، فقال إن الأمر يرجع إلى طبيعة موضوع الشكوى لأن هناك شكاوى تحتاج إلى تحقيق طويل.
بعدها اتصلنا برقم بوابة الحكومة المصرية 19468 وهو تليفون خدمات مصر ونفس الرقم الذى أعلنت عنه الحكومة أنه مخصص لشكاوى مكافحة الفساد، وكما سبق مررنا بنفس الخطوات فى الاتصال "بالضغط على الرقم 1 تصل لخدمات التنسيق وبالرقم 2 تصل لخدمات بوابة الحكومة وبالرقم 3 تصل لخدمات الرعاية الصحية أما الرقم 4 فيخص دور الأيتام والمسنين والرقم 5 يخص المرور و6 خاص بوزارة القوى العاملة والتموين رقم 7 والتضامن الاجتماعى رقم 8"
المفاجأة كانت فى عدم وجود أى خيار له علاقة بشكاوى مكافحة الفساد، وفى محاولة يائسة ضغطنا على رقم 3 الخاص بخدمات الرعاية الصحية، ولكن فوجئنا بالمندوب يقول إن هذا الرقم مخصص لشكاوى الرعاية الصحية لمحافظة أسوان والأقصر فقط وليس كل محافظات الجمهورية.
اتصلنا برقم 19126 والذى خصصته وزارة التربية والتعليم كخط ساخن لتلقى الشكاوى الخاصة بالعملية التعليمية بما فيها التجاوزات فى المدارس إلا أننا لم نجد ردا.
اما الموقف الأكثر غرابة هو ما حدث عندما اتصلنا بالخط الساخن لحماية المستهلك وهو 19588 والمخصص لتلقى شكاوى المواطنين، ولكننا وجدنا رسالة مسجلة تقول لنا إن الخط إجازة خلال يومى الجمعة والسبت.
بعد ذلك قمنا بالاتصال برقم شكاوى النقل والمواصلات 27943623 وهو رقم خصصته وزارة النقل لتلقى بلاغات المواطنين إلا أننا لم نجد ردا أيضا.
انتقلنا لتكرار التجربة على بعض الأجهزة الإدارية، واتصلنا بالخط الساخن لجهاز مدينة 6 أكتوبر وهو 19264، وفوجئنا بأنه غير موجود بالخدمة.
تجربة أخرى خضناها بالاتصال على الخط الساخن لهيئة الرقابة الإدارية وهو 16100 ولكننا وجدنا الخط مرفوع مؤقتا من الخدمة.
بعدها قمنا بالاتصال بالخط الساخن لهيئة النيابة الادارية رقم 16117 وهو خاص بمركز المعلومات داخل النيابة ويتلقى شكاوى المواطنين وبالفعل قام الخط بالرد علينا وأكد أحد المسئولين أن الرد على الشكوى يكون خلال 14 يوما ما لم تكن منظورة امام أقسام.
وأخيرا قمنا بالاتصال بالخط الساخن لوزارة الكهرباء وهو 121 ويختص بتلقى شكاوى الكهرباء فى جميع أنحاء الجمهورية وبالفعل قام أحد المندوبين بالرد علينا وتلقى الشكوى ووعدوا بالرد عليها.