«نحس بالعيد إزاي واحنا بنشحت؟.. واللي يحس بالعيد الناس اللي عايشة في مكان نضيف مش احنا"، هكذا بدأت عفاف احدى سكان مقابر الإمام الشافعي حديثها حينما تحدثت إلينا عن احساسها بفرحة عيد الأضحى المُبارك». حيثث كانت ترصد «الفجر تي في» حياة أحد الأسر واحتفالهم بالعيد، والتقت بها في شارع باسم "نور الحياة" بمقابر الإمام الشافعي، والتي أوضحت أنها تعيش في هذا المكان منذ أكثر من 30 عام، وتركها زوجها وتوفى لتتكفل وحدها برعاية ثمانية أبناء.
تحملت «عفاف» مخاطر العيش في المقابر فوق جثث الأموات، وتكفلت بتربية أبنائها حتى أصبحوا شباباً وتزوج بعضهم واستكمل بعضهم الآخر حياته معها. تعيش عفاف مع أبنائها فوق أحد المدافن، في غرفة من أربعة جدران مُتهاكلة تكاد أن توشك على الانهيار، تنام وحدها فيها،لتخوف أبنائها من الانهيار عليهم أثناء النوم، بينما في أخرى سقفها من "القش" ينام أبنائها، وخارجهما توجد أريكة وتلفاز صغير وباقي مُلحقات المكان من أدوات الطبخ التي تستخدمها. أما عن المرحاض، فهو مكان صغير موجود بجانب غرفة نومها، عبارة عن فتحة في الأرض فوقها مقعد حتى تستطيع الجلوس فوقها، موضحة أن الصرف يكون من خلال أحد العمال الذي يأتي حينما يمتليء ويقوم بصرفه في احد السيارات التابعة للصرف الصحي، لافتة إلا أن ذلك يكون بمبلغ 200 جنية في المرة الواحدة. ووجهت رسالة إلى المسئولين قالت فيها: " بصولنا بعين الرحمة بقالي 30 سنة عايشة في المكان وجوزى متوفي ومعنديش أجيب غيره.. ولادي بتنام في التراب .. احنا عايشين هنا زى الأموات". واستكملت حديثها في رسالة أخرى للرئيس عبدالفتاح السيسي: "بص للناس الغلابة مش طالبين أكتر من كدا".