أصبحت مواقع السوشيال ميديا، حاليًا، تشكل المصدر الخام لصناعة الأخبار، خاصة فى عالم الصحافة الفنية، ومع انتشار النجوم عبر أنحاء العالم وكثرتهم، أصبح بسهولة جدًا متابعة كل الأخبار المحلية والعالمية لحظة بلحظة لنجمك المفضل، ففى الوقت الذى تصبح فيه مهتم بماذا ارتدت النجمة العالمية "شاكيرا" فى حفلها الأخير، وماذا فعلت "كيم كاردشيان" مع ابنتها الصغيرة، يمكنك أن تتابع أيضًا كيف يقضى عمرو دياب يومه فى الساحل الشمالى، وماذا يفعل باسم يوسف على "تويتر"؟ عدد كبير من النجوم أصبحوا يسيطرون على عالم السوشيال ميديا الخاص بهم بشكل جيد، وإن كان النجوم اللبنانيين أفضل من المصريين فى هذه النقطة وعلى رأسهم هيفاء وهبي وإليسا وراغب علامة ونانسى عجرم، ومنهم من لم يجيد التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل، ويقومون بتسخير هذه المواقع ضد مصلحتهم الشخصية، وبسبب هذا يتعرضون لمشاكل كبيرة، ولعل أبرز هؤلاء النجمة شيرين عبدالوهاب، التى صدمتنا خلال أيام عيد الأضحى المبارك بصورها التى تبكي فيها معلنه عن أحزانها أمام الجميع بعدما نشرت صورتين لها وهى تبكي وفى حالة انهيار تام، وعلقت عليهما بكلمات مؤثرة قالت فيها إنها لم تعد تشعر بالأمان، طالبة من جمهورها الدعاء لها فى أزمتها.
هذا لم يكن التصرف الخاطئ الأول لشيرين، فقد سبق نشر هذه الصور بأسابيع قليل نشرها صورة عبر حسابها الشخصي على موقع "إنستجرام" وهى فى أحضان مستشارها الإعلامي ياسر خليل، وقامت بسببها بغلق حسابها مؤقتًا لهجوم جمهورها علي الصورة التى اعتبرها البعض مسيئة لنجمتهم، على الرغم أنها اعترفت أكثر من مرة أن علاقتها بمسئولها الإعلامي علاقة "أخوية" وأنه كان سبب كبير فى نقلتها الفنية الأخيرة بفضل توجهاته ونصائحه المستمرة لها.
نعترف بأن الصدمات هى من تخلق الأبطال، والمواقف هى من تصنع الرجال، وكما يقول المثل الشعبي الدارج "اللى أنضرب الكف يستحمل 1000 كف"، ولكن يبدوا أن شيرين قد استعانت بمثل أخر يقول "الأحزان كالكنز الثمين .. لا تظهره إلا للأصدقاء" وتعاملت مع متابعيها على صفحاتها الرسمية المختلفة كأنهم أصدقائها ولم تظن فيهم سوء النية، ولم تدارك أن هناك من يريد تصيد أخطاءها لتشويه سمعتها.
إذا كنت تعرف شيرين عبدالوهاب أو قابلتها لمرة واحدة فى حياتك بكل تأكيد ستعرف أنها من الفنانات القلائل اللاتي يتميزن بالرقى والمعاملة الحسنة، وتشعر وأنت أمامها كأنها طفلة صغيرة رغم نجوميتها الكبيرة؛ فشيرين ليست من الشخصيات المتلونة التى قد تجاملك على حساب مصلحة أو شيء ما، فهى تتمتع بنوع كبير من الصراحة الشديدة والأفعال الجريئة والصادمة فى بعض الأوقات، وأضيف معلومة قد لا يعرفها البعض عن شيرين أنها لا تكتب باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها بل تكتب بال"فرانكو"، وهى اللغة المتداولة بين الكثير من الشباب على "الفيسبوك" و"تويتر" والتى تُكتب بحروف وأرقام بالانجليزية وتنطق بالعربية، وهذا ما أكد لي أن شيرين هى من قامت بنشر الصور والتعليق عليها بنفسها وليس أدمن صفحتها كما ظن البعض.
وعلى الرغم من سرعة الصحافة فى متابعة هذا الموقف وحفظ صورها التى تبكي فيها التى التقطتها ك"سيلفي" وهى فى حالة انهيار؛ إلا أنه لم يعجبني ما ركزت عليه بعض المواقع الفنية على شكل شيرين السيئ بعد ظهورها بدون مكياج، ولم يحترموا حزنها أو مشاعرها ونفستها السيئة، وتناسوا أنها فى أحوج الفترات للوقوف بجانبها والدعاء لها فى محنتها، الأمر الذى جعل جمهورها يطلق هاشتاج "#دموعك_غالية_يا_شيرين" لدعمها فى محنتها.
شيرين رغم نجوميتها إلا أنها تسئ لنفسها بنشرها صور تصدم جمهورها، وعلى المحيطين بها بداية من شقيقها محمد عبدالوهاب، ومستشارها الإعلامي ياسر خليل، ومدير أعمالها أيمن نابليون، تحذيرها من هذا ومنعها من الكتابة بنفسها على صفحاتها المتنوعة الخاصة بالسوشيال ميديا، أو حتى نشرها صورها هى وبناتها الخاصة، وأن يتركوا هذا المجال للمتخصصين فى تسويق أخبارها وصورها الشخصية بالطريقة السليمة التى تزيد من شعبيتها وجماهيريتها فى الوطن العربي.