يتوجه اليوم نحو 5.5 مليون ناخب كتالوني في انتخابات محلية مبكرة الأخطر في تاريخ المقاطعة الإسبانية منذ أن حظت بالحكم الذاتي عام 1979، حيث يراهن التحالف الانفصالي "معًا من أجل نعم" على الفوز بالأغلبية المطلوبة لتعديل مواد بالقانون تسمح باستفتاء حول انفصالها عن إسبانيا. وعنونت صحيفة "الموندو" الإسبانية "كتالونيا تحدد مستقبلها داخل إسبانيا"، بينما أشارت "الباييس" "الكتالونيين يحددون مدى حجم المشروع الانفصالي اليوم"، ويراهن التيار الانفصالي بقيادة "أرتور ماس" على الفوز ب68 مقعدًا من أصل 130 للفوز بتعديل قوانينه المحلية، كما تؤكد ذلك أغلب استطلاعات الرأي، بينما تأمل القوى السياسية الإسبانية من خروج الأغلبية الصامتةلوضع حد لمشروع الانفصال.
وأشارت وكالة "إفي" الإسبانية أن مطالب الانفصال داخل كتالونيا تنامت بين زعمائها المحليين خلال ال3 سنوات الأخيرة بسبب رفض الحكومة الإسبانية تعديل القوانين المالية للإقليم، ويُمثل انتاج كتالونيا وحدها نحو 18.9% من الناتج القومي لإسبانيا، وتجاوز العام الماضي 199 مليار يورو، بينما تشكو من ارتفاع البطالة والديون نتيجة سياسات الحكومة. وتعد "كتالونيا" ثاني أكبر المدن الإسبانية، حيث يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة، أي نحو 16% من تعداد إسبانيا، كما تقع في شمال شرق إسبانيا وتضم عددا من المدن أشهرها برشلونة وجيرونا وتاراجونا، واللغة الرسمية هي الكتالونية التي تعتبر مزيجا بين الإسبانية والفرنسية، ويشعر سكانه بهوية مختلفة داخل إسبانيا، مما يٌضاف إلى عوامل تغذية فكرة الاستقلال عن إسبانيا الراسخة منذ عقود طويلة.