زيارة المقابر عُرف اعتاد عليه المصريين وتوارثوه عن آبائهم، وبخاصة في مواسم الأعياد، حيث تشهد المقابر خلال أيام العيد توافد الرجال والنساء مصطحبين أبنائهم لزيارة ذويهم. تجولت «الفجر تي في» بين أزقة وحواري مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة، لرصد أجواء زيارة المواطنين للمقابر. زحام شديد وانتشار للنساء اللاتي ترتدين الجلابيب السوداء والرجال والأطفال، بينما كان هناك انتشار أيضاً لبائعي الورود التي يقوم الزائرين بوضعها على المقابر. ووسط مظاهر اختلطت بين الفرحة والحزن تواجد في المكان ذاته بائعي حلوى الأطفال والآيس كريم، ليبيعوا لزوار المكان. ويحرص الأهالي خلال زيارتهم على توزيع «القرص» والفاكهة ك«رحمة ونور» للمتوفى، بالإضافة إلى تلاوة آيات القرآن والترحم عليه. وبدأت إحدى السيدات التي يتخطى عمرها العقد الخامس، حديثها قائلة: «عادة ربنا ما يقطعهاش» ، موضحة أنها اعتادت على زيارة المقابر منذ أن كانت طافلة وكانت والدتها تصطحبها معها للمقابر. وعن طقوسها أثناء الزيارة قالت إنها تقوم وأبنائها بقرائة القرآن وتوزيع الرحمة، منوهاً إلى أنها تزور أيضاَ في أيام الجمعة. فيما أضاف آخر يخطى عمره الستون عاماً، أنه يزور المقابر في العيد بهدف اضفاء الفرحة على الأموات الذين افتقدونهم، مستكملاً بأن هذه العادة على الرغم من قيامه بها هو وا أسرته إلا أنها أوشكت على الاندثار.