منذ أن تطأ قدمك فيها تشعر وكأنك للوهلة الأولى في طريقك إلى مقابر حيث كان لا يوجد بها أي أحياء، فكاد أن يخلو شارعها من المواطنين، لا يوجد به سوى عشش متهالكه وبعض الحيوانات من الكلاب الضالة والماعز والطيور. منطقة «عشش السودان» التي خلت من أي مظاهر للفرحة بعيد الأضحى المُبارك، ذهبت إليها «الفجر تي في» لرصد مظاهر الاحتفال بالعيد، ولكن وجدنا المكان خالي من أي مظهر من مظاهر العيد، والمكان خالي من السكان كما لو أننا في «مدينة الأشباح». وبلقائنا ببعض القلائل من الأهالي الذين تواجدوا بالمكان، قال أحدهم «حياتنا زي الأيام العادية»، مضيفاً أنه لا يستطيع أن يأخذ أبنائه في نزهة كغيره، متابعاً: «احنا أرزقية ومفيش دخل للفسح وولادنا اتظلموا بسبب ظروفنا واننا مش زي الناس المبسوطة». وعن عاداتهم في عيد الأضحى أوضح قائلاً: «بنطلع ناخد جلود الناس اللي دبحت ونرزق منها.. وكلنا غلابة بنرزق من اللي بيدبحوا». فيما بدأ آخر حديثه قائلاً: «احنا أولادنا مدفونين ومش مكتوبلنا نطلع»، مشيراً إلى أن فرحة العيد منعدمة في المكان الذي يعيشون به، منوهاً إلى أن العيد يأتي في وسط حالة من الملل، وأنه اعتاد على ذلك منذ أكثر من 20 عاماً. واستكمل وفي عينه أمل شديدة مختلطة باليأس: "نفسي نفرح بالعيد ونحسه زي الناس .. بس فين؟".