ثلاث سنوات لم تمر على محمد حماقى مرور الكرام، ورغم غيابه عن سوق الكاسيت إلا أنه أثبت للجميع أن الغياب كان لتقديم ألبوم يستحق التقدير، ف «عمره ما يغيب» لم يكن مجرد ألبوم فى مشواره الفنى لكنه كان نقطة الانطلاق نحو القمة بعد مرحلة الثبات. لذلك استغرق وقتاً طويلاً فى الإعداد له يقول حماقي: سجلت 21 أغنية للألبوم واخترت منها 15، ليتم طرحها بالفعل، وأرى أنه رقم كبير ولكن تنوع الأشكال الموسيقية ومضمون الموضوعات ساهم، فى تقبل الجمهور لهذا الكم، خاصة أنه لم يكن بوسعى حذف أى منها، والأغنيات التى لم تصدر تم تأجيلها لأنها لم تكن جاهزة ومنها أغنية من ألحان تامر عاشور لذا سجلت شكراً خاصاً له على غلاف الألبوم لتفهمه تأجيل الأغنية. وأضاف أنه كان يبحث عن أشكال موسيقية مختلفة وأفكار أكثر نضجاً على مستوى الكلمات واللحن والتوزيع وحتى الأداء ويحمد الله أنه استطاع الوصول لنسبة نجاح مرضية، وأكبر دليل على ذلك هو ما حدث فى حفل إطلاق الألبوم الذى كانت له ظروف خاصة، وجاء بعد طرح الألبوم بأسبوعين فقط، وصدم عندما وجد الجمهور يحفظ كل أغنيات الألبوم عن ظهر قلب، ويرى أن الحفلات بالنسبة للمطرب بمثابة المسرحية للممثل لأن التجاوب وقياس ردود الفعل يكون وقتياً. وأضاف أن عدم تسريب الألبوم فرق معه نفسياً، لأنه دائما ما يكون حريصاً على عدم تسريب أى من أغنيات الألبوم ولا أسماء الأغنيات حتى لا يتوقع الجمهور مضمون الأغنية من اسمها وهو ما حدث معه فى إحدى المرات مع أغنية من قلبى بغني ونشرت اسم الأغنية وفوجئ بقيام البعض بتأليف وكتابة كلمات ونشرها على أنها الأغنية المنتظرة بشكل مغلوط، وعن اختياره لاسم الألبوم، صرح حماقى بأنه عندما أصدر من قلبى بغني كان يقصد بها أنه يغنى هذا الألبوم من قلبه حقاً بعد الأزمة الصحية التى لحقت به، وبعد غيابه ثلاثة أعوام وجد أن اسم عمره ما يغيب الأكثر ملاءمة وأنه لن يتأخر أو يغيب عن جمهوره أكثر من ذلك. وعن النقد الذى تم توجيهه له أكد حماقى أنه استمع وقرأ كل النقد الذى كتب عنه فى الأسابيع القليلة الماضية، وأنه لم يعترض على أى منها، وأنه تقبل المقولة التى كتبت عن أغنية مابلاش أن لحنها وحده كفيل بأن يشعر المستمع بالحزن من فرط الشجن، وأضاف أنه بالفعل شعر بالشجن عندما استمع للحن الذى قدمه تامر على له منذ أكثر من عام ونصف العام وعرضها على الشاعر أمير طعيمة فكانت الأغنية وهى الآن من أقرب الأغنيات لقلبه، لكنه يختلف مع النقد الذى وجه له بسبب اختياره أغنيات تحتوى على إفيهات مثل أغنيته الأخيرة «ماينى ومن قبلها سماوى ومتعقد ويا انا يا أنت» نافيا أن يكون استسهالاً بل يعتبر تلك الأغنيات هى الأصعب، ولا ينكر أنها كلمات دارجة، لكنها لا تحتوى على شيء مبتذل ودافع عن مايني بأن هذه النوعية من الأغنيات اعتاد الجمهور على وجودها فى ألبوماته وهو يرى أيمن بهجت قمر أكثر الشعراء القادرين على تقديم هذه النوعية فهو شكل متفق عليه والصعوبة تكمن فى غناء هذه الكلمات، وأن أيمن لديه حرفية كبيرة فى ذلك، واندهش حماقى من مقولة تشابه الألحان فى الألبوم مع أغنياته السابقة، وأكد أن من يزعم أن هناك تشابهاً موسيقياً بين أى من الأغنيات فهو بالتأكيد لم يستمع لها جيداً. ونفى حماقى أن تكون الأغنيات الدرامية فى الألبوم رسائل مباشرة لشخص بعينه، وأضاف أن ربط الجمهور بين الأغنيات التى يطرحها الفنان وبين المعلومات التى يعرفها عن حياته الشخصية هو السبب وراء ظهور مثل هذه الأقاويل معلقاً أن هذا الأمر سبق وعانى منه عند طرح أغنيته مش هتنساني والتى كتبها تحت عنوان رسالة فى ألبومه خلص الكلام، وأوضح أن اختياره للأغنيات ليس بالضرورة مرتبطاً بحالة حقيقية يعيشها بل هى مجرد أغنيات أحبها فغناها، دون أن تكون موجهة لأحد. وبسؤاله عن التكهنات التى أثيرت عقب غناء عمرو دياب لأغنية جديدة بعنوان مجاش الوقت فى حفله الأخير وحرقه لكلمات الأغنية التى تتشابه مضمونها كثيراً مع أغنية حماقى بعدنا ليه رفض حماقى التعليق على الأمر، وأكد أنه لا يعرف شيئاً عن هذا الأمر ولا يعرف كلمات أغنية دياب ويكفيه نجاح أغنيته مع الجمهور، ولا يشغل باله بالآخرين، وهو فقط ينظر لجمهوره ويحاول أن يقدم لهم كل الجديد وأضاف أنه تلقى العديد من الاتصالات لتهنئته على نجاح الألبوم من نجوم كثيرين أبرزهم أنغام وحسام حبيب وخالد سليم وغيرهم. من جهة أخرى أكد حماقى أنه بصدد دخول تجربة التمثيل من خلال عمل سينمائى يحضر له حالياً، رافضاً الإفصاح عن العمل حتى يتم الانتهاء من كتابته مؤكدا أنه يبدأ فى نهاية العام الجارى، وعن التجربة التى كانت ستجمعه بمنى زكى أشار إلى أنها لم تظهر للنور بسبب تامر حبيب الذى تقاعس عن كتابة السيناريو لفترة طويلة. واختتم حديثه بأن احتفاله بمرور 10 أعوام على بدايته الغنائية لم يكن قراراً خطئاً ولا مبكراً خاصة أنه لا يعرف إذا كان سيسعه الزمن للاحتفال بخمسة وعشرين عاماً أم لا، وقرر أن يحتفل فى ذلك التوقيت على أن تكون المرحلة اللاحقة أكثر نضجاً واختلافاً عن سابقتها وهو ما لمسه الجمهور والنقاد على السواء فى ألبومه الأخير والأول بعد الأعوام العشرة وتمنى أن يقيم حفلا آخر بعد 10 سنوات أخرى.