تواجه أوروبا الليبرالية أكبر انقسمًا في تاريخها الحديث منذ إنشاء الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة موجات لاجئ الشرق الغير مسبوقة خوفًا على قوميتها، لكن الخطر الحقيقي على قومية أوروبا يكمن في التشدد أو تغيير وجهتها الليبرالية وتقطع بمبادئ الحريات وحقوق الإنسان، هكذا أشارت صحيفة "هافنتون بوست" الأمريكية. وفي العام الماضي صرًح "فيكتور أوربان" رئيس وزراء المجر بأن الأسلوب الأوروبي للديمقراطية الليبرالية باء بالفشل، وأن المجر ستتجه نحو ديمقراطية غير ليبرالية-أي محافٍظة"، وأشار في ذلك إلى روسياوتركيا كمثال، أما الآن بعد وصول آلاف المهاجرين لحدود المجر، حذّر أوربان من أن آلاف المهاجرين مسلمون ولديهم ثقافة مختلفة تمامًا عنا، وتساءل "ألا يدعو ذلك للقلق بما يكفي لتهديد أوروبا المسيحية"، كما حذًر من أن الأوروبيون قد يتحولوا إلى أقلية داخل مجتمعاتهم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية أن فكر أوربان ليس بجديد لكنه يشكل الخطر الأكبر على أوروبا بفكره المتطرف، وأن المشكلة في أن يكون لذلك الفكر صدى بداخل أوروبا، كما ذكرت أن هناك دولًا وسط وشرق أوروبا مثل بولندا وسلوفينيا بالإضافة للمجر طالبوا بدخول لاجئين مسيحيين فقط إلى أوروبا.
من ناحية أخرى أشارت الصحيفة أن مستشارة ألمانيا "أنجيلا ميركل" قادت التحرك الأخلاقي لأوروبا باستضافة طوابير اللاجئين، كما حذًرت من فشل أوروبا في اختبار أزمة اللاجئين ستقطع بذلك مع مبادئ حقوق الإنسان وتفقد هويتها، وأضافت أن الأمر أخطر بكثير على وحدة أوروبا من الأزمة اليونانية أو الأوكرانية.
في ذات السياق أدان البلجيكي "جوي فيرهوفستاد" زعيم المجموعة الليبرالية بالبرلمان الأوروبي، موقف أوروبا المخجل تجاه استقبال اللاجئين، وأكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم التضامن الأوروبي تجاه اللاجئين و الانقسام.
كما أدانت أيضًا صحيفة "صباح" التركية موقف أوروبا تجاه احتشاد آلاف اللاجئين على حدودها باليونان والمجر وإيطاليا وغيرها، والخطابات العنصرية والأنانية لبعض زعمائها، وقالت "هل تسعى أوروبا لتصدير فكر العنصرية والسلبية أو أن يصبح ذلك أمر واقع في القارة العجوز".
وأضافت الصحيفة أن المسألة لا تتعلق بالقدرة كما يعلل بعض القادة الأوروبيون ولكنها أزمة سياسة وضمير، حيث أن تركيا استقبلت 2 مليون لاجئ في أسابيع ما عجزت أوروبا عن استقباله في شهور عديدة، بنحو 200 ألف لاجئ فقط.