استمرارا لجهود القوات المسلحة الباسلة فى مكافحة الإرهاب الأسود، بمدن شمال سيناء، وفى إطار خطة تطهير البؤر الارهابية التى أوشكت على أن تكلل بالنجاح، حسبما يؤكد الخبراء. تمكنت قوات الصاعقة وقوات مكافحة الإرهاب وبمشاركة كافة الأجهزة الأمنية، من ضبط 20 عنصرا إرهابيا مختبئين بمنطقة مزارع الزيتون جنوبالعريش بعد حملة مداهمات وحصار محكم للخلية الإرهابية التي استسلمت بعد حصار أكثر من ساعتين. وتبين أنهم متورطين في العمليات الإرهابية بالعريش ويعتنقون الفكر التكفيرى، وانضموا جميعهم لتنظيم بيت المقدس ومن بينهم 8 قيادات كبيرة بالتنظيم. وأضاف الخبراء أن ضبط ال20 إرهابيا أحياء، يعد ضربة أمنية كبيرة وموجعة لتنظيم بيت المقدس، كما يعد تغيرا نوعيا فى استراتيجية تعامل القوات مع عناصر التنظيم الإرهابى. فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، إن ما يحدث فى سيناء حربا بكل معانى الكلمة يخوضها الجيش والشرطة ضد عصابات مسلحة مدعومة من أجهزة مخابرات خارجية وقوى دولية، محذرا من محاولات التنظيم الارهابى للرد على هذه الضربة الموجعة، بمحاولة إرتكاب عمليات إرهابية جديدة، على سبيل الانتقام من القوات، ومن الأهالى الشرفاء الذين أعلنوا دعمهم وتعاونهم مع الجيش والشرطة فى مواجهة العصابات التكفيرية. وأشار أستاذ العلوم الاستراتيجية إن قوة الضربات التى توجهها القوات بقيادة الفريق أسامة عسكر ونجاح استراتيجيته التى تعتمد على حصار التنظيمات التكفيرية واصطياد قياداتها، تثير الحقد فى نفوس هؤلاء وتدفعهم لمحاولة الانتقام، مطالبا القوات بالمزيد من اليقظة والاستنفار بعد كل ضربة ناجحة يوجهونها للإرهابين. ومن جانبه قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن هذه الضربة تحديدا، تحمل مؤشرات على أن القوات المسلحة والشرطة على وشك الانتصار، وأنها اقتربت من تطهير جميع البؤر الارهابية والانتهاء بنجاح من حربها على الإرهاب فى شمال سيناء. وأوضح سويلم أن استراتيجية الحرب فى البيئة الجبلية الوعرة ضد تلك العصابات المسلحة، تشمل عدة مراحل، تبدأ بالضربات الجوية والقصف بطائرات الأباتشى والمروحيات، لتنظيف الأرض، وإجبار الإرهابيين على الاختباء كالفئران داخل الكهوف التى يتم قصفها عن بعد. وأكد الخبير العسكرى إن المرحلة الثانية هى عملية صيد الفئران التى نفذتها القوات بنجاح، من خلال تصفية القيادات الكبيرة واحدا تلو الآخر، لافتا إلى أن تدخل قوات الصاعقة" بريا" من ناحية، والقبض على القيادات أحياء من ناحية أخرى يمثل المرحلة النهائية فى أى معركة من هذا النوع. موضحا أن ذلك يعكس حالة الضعف التى وصلت إليها التنظيمات الإرهابية، وأن قواها قد خارت، وأصبحت القيادات تستسلم ليتم القبض عليهم أحياء، بعد أن كان لديهم من السلاح والذخيرة والبنية الأساسية ما يمكنهم من المقاومة حتى يقتلون. وشدد سويلم على أن ذلك يعد انعكاسا ايجابيا لنجاح القوات فى تدمير البنية الأساسية للجماعات الارهابية، من مخازن السلاح والذخيرة إلى الأوكار والمخابئ المجهزة وصولا للسيارات والدراجات النارية. لافتا إلى أن القوات نجحت قبل أسابيع فى القبض على قيادات بحجم محمد على عفيفى المعروف بأنه الرجل الثانى فى التنظيم الارهابى، والمخطط لضرب كمائن الجيش والشرطة فى 11 محافظة، وأيضا محمد بكرى هارون الرجل الثالث فى التنظيم، منفذ عملية اغتيال الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى والمخطط لضرب مدينة الإنتاج الإعلامى بصواريخ الكاتيوشا القادمة من حزب الله الموالى لإيران. موضحا أن سقوط أمثال هؤلاء أدى لانفراط عقد الخلايا التى أسسوها، مما سهل وقوع باقى العناصر فى يد رجال الجيش والشرطة.