شهد المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، بدء تشغيل أقسام مستشفى الأزهر التخصصي بمدينة نصر، بنظام إدارة المعلومات الصحية، والذي يتم تنفيذه بتعاون مشترك بين الأزهر الشريف وشركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات التجارية، بحضور الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط، والدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر. وقام رئيس الوزراء والإمام الأكبر شيخ الأزهر ووزير الدولة الإماراتي، بجولة في المستشفى تفقدوا خلالها على أرض الواقع النتائج المحققة على مستوى تطبيق النظام الإلكتروني لإدارة وتشغيل المستشفي وتقديم الحلول المتكاملة والبرمجيات والصيانة والدعم الفني والإداري، بما يضمن زيادة كفاءة مختلف الأقسام في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى وإدارة ملفاتهم بما يتماشى مع أرقى المعايير العالمية في قطاع الرعاية الصحية، وتم الاطمئنان على توفير متطلبات تنفيذ المشروع لسرعة الانتهاء منه في جميع الأقسام والعيادات، تمهيدًا للتشغيل الكامل للمستشفى.
واشتملت الجولة على تقديم شرح متكامل حول "نظام المعلومات الصحية" الذي تم تطويره في دولة الإمارات تماشياً مع رؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال البرمجيات، واطلع الزوار على مراحل تطبيق النظام وما يحققه من نتائج وتأثيرات إيجابية تسهم في تحسين الخدمات التي يقدمها المستشفى لأكثر من 350 ألفاً من العاملين بالأزهر وجامعته ومعاهده، كما استمع الزوار إلى عرض تقديمي عن مستشفى الأزهر التخصصي قبل وبعد تطبيق نظام المعلومات الصحية، وتابعوا عرضاً شاملاً قدمه رئيس جامعة الأزهر حول المنظومة الصحية والطبية للجامعة.
وقال الإمام الأكبر: إن المشروع كان قد لفظ أنفاسه في الماضي وتسرب اليأس إلى نفوس العاملين بالجامعة، لكن الله شاء الله أن ينفخ فيه روح الحياة، بعد أن كنت شخصيا واحد ممن أصابهم الإحباط وانقطع بهم حبل الأمل، فلقد تسلمت رئاسة الجامعة في سبتمبر2003، وتسلمت ملف هذا المستشفى وأراد الله أن أغالب الأقدار، وذلك عندما زارني الدكتور سيد حسين أستاذ المناظير في طب القاهرة، وكان -رحمه الله -شخصية تجمع بين الفهم العميق والزهد في الدنيا والخوف من الله تعالى وقد شجعني على فتح هذا الملف وتبرع مبلغ مليون جنيه، وهكذا أقدمت على اقتحام هذا الملف الهام.
وقدم "الطيب"، الشكر لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، على دعمه المتواصل للأزهر، ولرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، لحضوره واهتمامه بشؤون الأزهر الشريف، كما قدم الشكر إلى الدكتور الوزير سلطان الجابر على نشاطه الدؤوب، وتواصله الدائم مع الأزهر الشريف في كل ما يتعلق بدعم الإمارات الشقيقة لمشاريع الأزهر، وحرصه الشديد على إنجازها على أفضل وجه وبإتقان وإخلاص نادر، وإلى الدكتور أحمد علي مدير بنك التنمية الإسلامي على تقديم كل التيسيرات المالية لإكمال هذا المشروع، وأيضا الأستاذ طارق عامر مدير البنك الأهلي السابق على تبرع البنك بمبلغ 42 مليون جنيه. وأشاد بوقوف الإمارات إلى جانب أشقائهم المصريين، ترسيخًا لروابط الإخاء، وترجمة لرؤية قيادتها الحكيمة التي دائما ما تحرص على تحقيق ما فيه مصلحة للأمتين العربية والإسلامية، لافتًا إلى أن الدعم المتميز الذي تقدمه دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا للأزهر الشريف يؤكد تقديرهم الكبير له بحسبانه منارة للعلم والثقافة والتسامح والاعتدال.
وأكد أن دولة الإمارات لا تقتصر في دعمها للأزهر على مجال بعينه، فهي تقوم بتشييد 4 مبان للطلاب المغتربين بجامعة الأزهر ومعهد الشعبة الإسلامية، وبناء مكتبة حديثة ومتطورة تكنولوجيا، وتشغيل هذا المستشفي الجديد وفق أحدث نظم الإدارة؛ اعتماداً على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بما يصب في صالح تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، مضيفا: "التعاون الإماراتي مع الأزهر ممتد وعريق أرسى قواعده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان -رحمه الله، ويسير على دربه أبناؤه الكرام."
من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "التعاون بين دولة الإمارات ومصر له جذور عميقة، ويعكس علاقات راسخة وقوية أرسى ركائزها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمرت بالنمو في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة ين زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبفضل المتابعة الدقيقة من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وأضاف: "سررت اليوم بزيارة مستشفى الأزهر التخصصي الذي يقدم نموذجاً للدور الاجتماعي المهم الذي يقوم به الأزهر من خلال الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطن البسيط. فكما يشكل الأزهر منارة للاعتدال والوسطية ومواجهة الغلو والتشدد، فإنه يقدم أيضاً نموذجاً مشرقاً للانفتاح على العلم والتطور والتقدم"، موضحًا أن دولة الإمارات تتعاون مع الأزهر في عدد من المجالات التي تصب في صالح الإنسان والعلم نظراً للإيمان الراسخ بدوره كمؤسسة إسلامية عالمية أكاديمية واجتماعية فاعلة تقدم الخدمات لمختلف شرائح المجتمع المصري.
يذكر أنه تم الانتهاء من بناء المستشفى أوائل التسعينات على مساحة 160 ألف متر بطاقة سريرية تصل إلى نحو 1000 سرير وأنه يضم حوالي 72 عيادة خارجية في جميع التخصصات الطبية، إضافة إلى أحدث غرف العمليات والرعاية المركزة والمعامل وأقسام الأشعة وغيرها، وأن تشغيل هذا المستشفى كان ضروريا من أجل القيام بتقديم الخدمات العلاجية في مختلف التخصصات الطبية لجموع المصريين.
وأن النظام الجديد سيتيح عمل ملف طبي لكل مريض والترابط بين جميع الأقسام وتنظيم زيارات المرضى للعيادات الخارجية ووضع نظام متكامل لتحديد مواعيد الحجز وتطبيق أحدث الطرق لإنهاء إجراءات تعامل المرضى مع المستشفى مع إتاحة نافذة للمنتفعين من نظم التأمين الصحي الشامل وإدارة السجلات الطبية ومتابعة المرضى المقيمين بأحدث الطرق ومراقبة غرف العمليات، إضافةً إلى إدارة المعامل وأقسام الأشعة والصيدلية وعمل التقارير الطبية وتطبيق نظام متكامل للمحاسبات وإمدادات المستشفى والتنمية البشرية.