فى فترة قصيرة أصبح محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن، من أكثر الأسماء المثيرة للجدل خلال الفترة الماضية وتحديدا بعد ظهوره مصاحبا للرئيس عبدالفتاح السيسى على يخت المحروسة أثناء افتتاح محور قناة السويس، وهو ما صاحبه ردود فعل ساخنة حول السر الذى دعا الرئيس إلى اختيار هذا الشاب تحديدا ليكون فى صدارة المشهد. وزاد الأمر تعقيدا بعد ما أثير حول رفض طباعة إحدى الصحف نتيجة مقال ينتقد فيه الشاب العشرينى، ويصفه بالطفل المدلل، فكيف لبدران أن تكون له كل هذه السلطة ليوقف طبع جريدة لأن بها مقالا يهاجمه. ظهور بدران من البداية على الساحة السياسية كان مثيرا للجدل، خاصة أنه فى فترة قصيرة جدا أصبح من أبرز الشخصيات السياسية جدا، ليس لعبقريته أو خبرته السياسية، ولكن لقربه من الرئيس السيسى، ولكونه أصغر رئيس حزب فى مصر، وهو الحزب الذى برز فجأة دون مقدمات، وقبلها كان ممثل الطلاب فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، لكونه رئيس اتحاد طلاب مصر. تفاصيل عديدة لبداية ظهور بدران على الساحة السياسية ترصدها «الفجر» من واقع شهادات الذين احتووه فى بداية حياته. البداية كانت مع خالد معين عضو اتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة بنها، الذى كان زميلا لمحمد بدران فى اتحاد الطلاب ومتابعا لجميع خطواته منذ أن كان عضوا بالاتحاد، حيث أكد أن تأسيس بدران لمبادرة «ميرز» كانت سببا فى توسيع دائرة علاقاته بالطلاب وبأساتذة الجامعة، حتى وصلت علاقاته ب«على شمس الدين» رئيس جامعة بنها والذى كان وقتها لايزال مرشحا لتولى المنصب، فعرض عليه بدران تشكيل حملة من الطلاب لدعمه والضغط لوصوله لمنصب رئيس الجامعة. وبالفعل نجح بدران فى ذلك، لدرجة أن «شمس الدين» عندما سمع إعلان النتيجة وأنه أصبح رئيس جامعة خرج وعانق بدران وقدم له التحية، وأصبح من وقتها أهم طالب بالجامعة. وأضاف معين: بعدها قرر بدران أن يطرح مشروع «القيم» والذى كان يهدف لتحويل الجامعة إلى خدمة المجتمع المدنى والخروج بها من العالم المنغلق للاندماج مع المجتمع بالإضافة لتقديم وعود لتوفير منح مالية وتعليمية لطلاب الجامعات ولكنه لم يلتزم بوعوده فيما بعد. بالتوازى مع ماسبق تحرك بدران للانضمام إلى أحد الأحزاب المدنية، فوقع اختياره على الحزب المصرى الديمقراطى، اختياره لهذا الحزب لم يكن من فراغ، ولكن لكونه الحزب الذى شكل الحكومة، حيث كان الدكتور حازم الببلاوى فى هذا الوقت رئيسا للحكومة. حسام مصطفى عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى، قال لنا إن أحد أعضاء الحزب بالصعيد ويدعى أشرف رشاد، جاء إليهم ويحمل بين يديه استمارة عضوية لطالب فى الجامعة، يطلب دعم الحزب له فى انتخابات اتحاد طلاب مصر، وبالفعل تم ترشيح اسمه فى مبادرة الحزب لدعم الطلاب وترشيح أسمائهم لعضوية الاتحاد والتى كانت المهندسة مها عبدالناصر مسئولة عنها. وأضاف: بعد أن دعم الحزب بدران ماديا ومعنويا وساهم بشكل كبير فى نجاحه ووصوله لمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر بمساندة باقى الأحزاب المدنية، التى وقفت ضد اتحاد الطلاب الإخوانى، لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه وهو الدفاع عن الطلاب ومصالحهم، بل استغل ماحدث للإخوان لينفرد بقرارات الاتحاد وحده. وأضاف عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، أن بدران عندما جاء إليهم طالبا مساندته فى انتخابات اتحاد الطلاب كان «قطة مغمضة» ومسالما، لديه أحلام، أجبرت الجميع على التعاطف معه ودعمه ليصبح رئيس اتحاد طلاب مصر. وأَضاف: بدران وعدنا بالدفاع عن الطلاب وحلم التغيير ودعم الثورة، لكن فوجئنا بعد توليه المنصب أن مؤسسات الدولة تدعمه فى كل شىء، وفى المقابل أصبح لا يدعم الثورة ولا الطلاب الثوريين بل بدأ ينادى بسجنهم، وله موقف شهير فى ذلك أثناء اجتماعه مع السيسى عندما طلب رؤساء الأحزاب المدنية الإفراج عن الطلاب المعتقلين، فرفض بدران وغضب وقال للرئيس «من فى السجون ليس طلاب مصر وإنما طلاب مصر هم من فى بيوتهم الآن».