حملة المشير عبد الفتاح السيسي تلمّ شخصيات على كل لون: أنصار "شفيق" ومحبي مراد موافي، أولاد "مبارك" ومعارضيه، نصّابون وشعراء.. من بينهم عبد الرحمن الأبنودي وخالد يوسف وطارق نور وعبد الله المغازي.. وقائمة طويلة عريضة من الأسماء.. آخرها محمد بدران، عضو المكتب السياسي للحملة، والذي بمجرد أن تتصل برقمه يرد عليك صوت ناعم ليقول: "مكتب الدكتور محمد بدران مع حضرتك.. مين يا فندم؟". تخرج "بدران" من كلية "التجارة" بجامعة "بنها" العام الماضي، ومازال رئيسًا لاتحاد طلاب مصر رغم إنه لم يعد طالبًا.. متمسك بمنصبه حتى آخر نفس، ويبرّر ذلك بأنه لا يوجد في اللائحة الطلابية ما ينص على وقف عمل أي خريج في الاتحاد، والحقيقة - كما كشف أحد أعضاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة ل"الفجر" - إنه قبل شهور، طالبت وزارة "التعليم العالي" اتحاد طلاب مصر بإعداد لائحة لإجراء الانتخابات الطلابية في كل جامعات مصر على أساسها، ورفض "بدران" إعدادها وتسليمها لكي لا يخسر كرسيه.
وفّر علي شمس الدين، رئيس جامعة بنها، سيارة ملاكي مخصّصة لتنقلات "بدران" منذ أن كان طالبًا، ورغم إنه ينكر استعمالها في أي انتقالات خاصة بحملة "مستقبل وطن" أو الحملة الانتخابية للمشير السيسي، فالسيارة "مركونة" دائمًا تحت مقر الحملة. أمّا عن وصفه ب"الدكتور"، فقد جهّز مكتبًا يحمل اسمه في "التجمع الخامس" منذ شهور، وكتب عليه: "مكتب د. محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر".
كان "بدران" طالبًا بالصف الأول، ترشح لانتخابات اتحاد طلاب كلية "التجارة" ونجح، وأصبح رئيسًا لاتحاد طلاب الكلية، وبعد ذلك.. ترشح لاتحاد طلاب الجامعة، وفاز برئاسته، وأخيرًا.. وصل لرئاسة اتحاد طلاب مصر.. والسر في ذلك التطوّر السريع غير المفهوم يكمن في إن والده الحاج مصطفى بدران كان موظفًا مهما في "رعاية الشباب" بكلية التجارة، وكان مسؤولا عن إجراء الانتخابات، وهو حلقة الوصل بين اتحاد الطلاب وإدارة الكلية.. وله علاقاته مع رعاية الشباب بالجامعة.. بالإضافة إلى إنه في ذلك الوقت قبل 5 سنوات، كانت له تعاملاته مع جهاز أمن الدولة لاصطفاء الطلاب المناسبين لشغل عضوية الاتحادات الطلابية، وهو ما عُرِف عن تعاون ابنه مع الأجهزة الأمنية فيما بعد.. والأهم من ذلك إن "بدران" كان عضوًا في أمانة شباب الحزب الوطني المنحلّ بالقليوبية.. وكان عضوًا في الحملة الانتخابية للواء مجدي بيومي، مرشح "الوطني - فئات" في انتخابات مجلس الشعب عام 2010.
تمّت الاستعانة ب"بدران" في لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور، ووقتها كان يجتمع برؤساء الاتحادات الطلابية للاتفاق على نقاط وأفكار يقترح إضافتها للدستور بصفته ممثل الطلاب، وفي اجتماعات اللجنة "يفتي ويتكلّم من دماغه، ويتجاهل كل ما تم الاتفاق عليه".. ولذلك، اتفقت أغلب الاتحادات ضده، وخالفت كلامه، وانسحبت من اجتماعات اتحاد جامعات مصر احتجاجا على تصرفاته، ومنها جامعتي القاهرة وعين شمس.. وفي لجنة "الخمسين" تعرف على عمرو موسى، الذي رشَّحه لمصطفى حجازي ليكون هو و"مستقبل وطن" النواة الأساسية ل"مفوضية الشباب".
يعتمد "بدران" في تسيير قراراته واستمراره رئيسًا لاتحاد طلاب مصر على اتحادات جامعات الأقاليم التي يدعم أغلبها فلول "الوطني" ورجال أعماله حتى استغلّ ذلك في تأسيس حملة "مستقبل وطن"، وتسهيل قيامها بالدعاية السياسية في الجامعات - وقانون الجامعة يجرّم ذلك - وانضم لحملة "السيسي".