يعتزم تيار إصلاح الوفد، المناهض للسيد البدوى، رئيس الحزب، إصدار «الكتاب الأسود» ضده مطلع شهر سبتمبر المقبل. ويعد الكتاب عدد من قيادات التيار، المفصولين من الحزب، منهم محمود على، ويتضمن الكتاب مخالفات البدوى، فى إدارة الحزب منذ فوزه برئاسته فى دورته الأولى عام 210 وحتى الآن، ويعتبر الكتاب هو الثانى من نوعه فى تاريخ الحزب، حيث أصدر مكرم عبيد، كتاباً أسود، ضد زعيم الحزب مصطفى النحاس، سنة 1946. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام الأول والذى يضم المخالفات المالية لرئيس الحزب، والذى يحمل اتهامات مدعمة بالوثائق تؤكد أن البدوى أهدر وديعة الحزب، وطبقا لفصول الكتاب الذى حصلت الفجر على نصوصه قبل الطبع، «تسلم البدوى رئاسة الحزب فى مايو 2010 وكانت قيمة الودائع والشهادات والحسابات الجارية الإجمالية للحزب والجريدة والعيادة فى 31 مايو 2010، 90 مليون جنيه، وصلت الآن لنحو 6 ملايين جنيه. ومن المخالفات المالية التى يرصدها الكتاب أيضا، بيع البدوى لأصول وممتلكات الحزب ومنها شقق كانت حصيلة قيمة إعلانات منذ سنوات بالقاهرة والإسكندرية. أما القسم الثانى فاشتمل على المخالفات اللائحية والقانونية للبدوى خلال رئاسته للحزب منذ عام 2010، وكان أبرزها مخالفته لنص المادة 5 من لائحة النظام الداخلى والتى تشترط عدم تنافى سلوك رئيس الحزب مع الشرف والكرامة أو حسن السمعة وذلك لصدور العديد من الأحكام ضده فى قضايا شيكات بدون رصيد، إضافة إلى عدم دعوته خلال فترة رئاسته الهيئة الوفدية إلى اجتماع دورى خلال الثلاثة أشهر التالية لانتهاء كل سنة مالية لمناقشة التقرير المالى وتقرير مراقب الحسابات عن الفترة السابقة. وخالف البدوى نص المادة 20 من لائحة النظام الداخلى، عندما قام بتعيين عضوين بالهيئة العليا رؤساء لمجلس إدارة جريدة الوفد، وآخرهم محمد شردى، رغم أنهم ليسوا من نواب رئيس الحزب أو سكرتيريه العام، ودون أن يحدد فترة تفويضهما، ما يعرض قرارات الجريدة وإدارتها للاهتزاز والبطلان لصدورها من غير ذى صفة قانونية صحيحة. وخالف رئيس الحزب المادة 11 من قانون الأحزاب على أنه « يلتزم الحزب بأن يخطر الجهاز المركزى للمحاسبات بما تلقاه من تبرعات وبالبيانات الخاصة بالمتبرعين وذلك فى نهاية كل عام، إضافة إلى مخالفته نص المادة 16 من ذات القانون التى تنص على أنه «على الحزب إخطار رئيس لجنة شئون الاحزاب بتشكيل هيئته العليا وفق لنظامه الاساسى أو لائحته الداخلية وبكل قرار يصدره الحزب بتغيير رئيسه أو أى من أعضاء هيئته العليا .. وذلك خلال عشرة أيام من تاريخ صدور التشكيل أو القرار وبكتاب موصى عليه بعلم الوصول». ويتحدث القسم الثالث من الكتاب عن سوء الأداء السياسى للبدوى وعلاقته بجماعة الإخوان، حيث سرد العديد من الشواهد التى مر بها الحزب خلال الفترة الماضية تدل على رداءة وضعه السياسى، أبرزها تعهد البدوى فى برنامجه الانتخابى فى أبريل 2010 بتصدر الحزب للمشهد السياسى خلال 18 شهرا من انتخابه، لكنه لم يستطع تكوين لجان قوية للحزب بالمحافظات أو إعداد مرشحين وتأهيلهم ودعمهم لخوض الانتخابات البرلمانية. وتحالف البدوى مع جماعة الإخوان فى أعقاب ثورة 25 يناير وكاد يقضى على جبهة الانقاذ بزيارته لمحمد مرسى الرئيس المعزول منفرداً، وتعهد للجماعة بأخونة الحزب وعزل قيادات الجريدة بناء على مكالمة تليفونية من عصام العريان، أحد قيادات الجماعة. وذكر الكتاب أن البدوى، زار المرشد العام للجماعة، عقب فوزه بانتخابات رئاسة الحزب، فى 25 يوليو 2010، فى أول زيارة سياسية له خارج الحزب مؤكدا قوة علاقة البدوى بالجماعة فى هذه الفترة