نظًرا للنمو المتوقع لحجم التجارة العالمية في المستقبل وارتباط مشروع قناة السويس الجديدة بمشروع مصر القومي للتنمية بمنطقة القناة، قامت هيئة القناة بإعداد التصميمات الهندسية والخرائط والتقديرات والجداول الزمنية للمشروع. وعرض الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الفكرة على الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء قناة السويس الجديدة لتوازي القناة الحالية، فأبدى الرئيس إعجابه وتحمسه لهذا المشروع القومي الذي يمكن أن يكون مشروع القرن الواحد والعشرون لتطوير مصر، أسوة بمشاريع مصر القومية في القرنين التاسع عشر والعشرون.
ويعد هذا المشروع القومي مصريًا خالصًا، وضع تصميماته رجال قناة السويس الذين أثبتوا جدارتهم وبطولاتهم على مر العصور وتنفذه سواعد أبناء هذا الشعب.
ونظرًا للبعد الأمني الخاص لهذه المنطقة الحيوية من تراب مصر، كان إصرار هيئة قناة السويس على أن تتم أعمال الحفر الجاف تحت الإشراف المباشر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي توفر كل أسباب النجاح والامن والحماية للعاملين بالمشروع.
في الخامس من أغسطس 2014 أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسي شارة البدء في حفر هذا المشروع، بتوقيعه على أمر الحفر، وهذا نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم وباسم شعب مصر العظيم ووفاء بالعهد والوعد واستكمالا لمسيرة اجدادنا العظماء ومتوكلا علي الله سبحانه وتعالي.. نأذن نحن عبدالفتاح رئيس جمهورية مصر العربية ببدء حفر قناة السويس الجديدة بتكون شريانا إضافيا للخير لمصر ولشعبها العظيم وللعالم أجمع، حفظ الله مصر وحفظ الله شعبها العظيم، وتحيا مصر وتحيا مصر وتحيا مصر.. وإن شاء الله في مثل هذا اليوم من العام القادم نحتفل معا بافتتاح القناة الجديدة".
أهداف المشروع والنتائج المستفادة منه: يهدف المشروع إلى زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة وتحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس بهدف تقليل زمن العبور بالنسبة لقافلتي الشمال ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة، وذلك بتخفيض زمن الانتظار للسفن العابرة وهو ما سينعكس بالإيجاب على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن، ويسهم في زيادة الطلب على استخدام قناة السويس باعتبارها الاختيار الأول لخطوط الملاحة العالمية ورفع درجة تصنيف القناة لدى المجتمع الملاحي العالمي.
كما يهدف المشروع إلى زيادة القدرة الاستعابية لمرور السفن في القناة ليصل إلى 97 سفينة يوميًا عام 2023 بدلا من 49 سفينة عام 2014، بالإضافة إلى زيادة عائدات القناة لتصل إلى 13.2 مليار دولار عام 2023 بدلًا من 5.3 مليار دولار عام 2014 بزيادة 259%، كما يخلق المشروع آلاف من فرص العمل لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
مدة تنفيذ المشروع: تبلغ مدة تنفيذ المشروع 12 شهرًا تنتهي الأربعاء المقبل الموافق 5 أغسطس قبل افتتاح القناة الجديدة بيوم، وتبلغ التكلفة التقديرية 8.2 مليار دولار "60 مليار جنيه"، تبرع بها الشعب المصري في ثمانية أيام، مسجلا إنجازًا عظيمًا يشهد به العالم، ويؤكد أن الشعب المصري لا يعرف المستحيل وعلى قدرته في اجتياز أصعب الظروف عندما يثق في قيادته المخلصة.
مراحل التنفيذ بالتوازي مع مشروع تنمية محور قناة السويس تتمثل في الآتي:
1- الأنفاق الجديدة: يتضمن المشروع إنشاء 6 أنفاق جديدة أسفل قناة السويس.
2- أنفاق الإسماعيلية: يتضمن المشروع إنشاء ثلاثة أنفاق بالكيلو متر 72 ترقيم قناة، منها نفقين للسيارات ونفق سكة حديد لربط سيناء بالصفة الغربية للقناة.
3- أنفاق بورسعيد: إنشاء نفقين للسيارات بالكيلو متر 17 ترقيم قناة بطول3.5 كيلو متر لكل منهما وبقطر داخلي 11 متر ومنشأ على عمق 48 مترًا من سطح الماء، بالإضافة إلى انشاء نفق سكة حديد بالكيلو متر 20.500 ترقيم قناة بطول 7 كيلو متر وقطر داخلي 12مترا يسمح بمرور القطارات في اتجاهين ومنشأ علي عمق 48 مترا من سطح الماء، تبلغ تكلفتهم الاجمالية للأنفاق 29 مليار جنيه.
الخطوات التنفيذية لمشروع قناة السويس الجديدة: - حفر المجري الملاحي الجديد بطول 35 كيلو متر بعمق 24 مترا وعرض 320 مترا عند صفحة المياة وبغاطس 66 قدما.
- توسيع وتعميق التفريعات الغربية الحالية بطول إجمالي 37 كيلو مترا وبعمق 24 مترا بغاطس 66 قدما وتشمل التفريعات الغربية بمنطقة البحيرات الكبري (27 كيلو مترا) والتفريعة الغربية للبلاح بطول 10 كيلو مترا ، وبذلك يصل الطول الإجمالي للقناة الجديدة 72 كيلو مترا.
- أعمال تكريك بكميات حوالي 250 مليون متر مكعب (حفر تحت منسوب المياه) بتكلفة تقديرية 15 مليار جنيه.
- أعمال الحفر الجاف بكميات حوالي 258 مليون متر مكعب بتكلفة تقديرية 4 مليارات جنيه.
- إزالة تكسيات وستائر بطول حوالي 30 كم وإنشاء تكسيات جديدة بطول 100 كيلو متر وبتكلفة تقديرية 500 مليون جنيه.
-بالاضافة إلى جميع التجهيزات اللازمة للمساعدات الملاحية للمجري الملاحي الجديد وإنشاء مراسي معديات جديدة لخدكة االمواطنين.
كل هذه الأعمال جرت علي قدم وساق طبقا لتوقيتات زمنية وطبقا لتكليفات كل جهة حسب اختصاصها، ومنذ اللحظه الأولى من الإعلان تم إنشاء مجموعة عمل لدراسة وتقييم الشركات العالمية في مجال التكريك وذات كفاءات عالية المستوى وقادرة على تنفيذ المشروع، ولها سابق خبرة وتجربة في تنفيذ مشروعات ضخمة، لذا تم تقسيم المشروع إلى 6 مناطق وتحديد كميات التكريك المطلوبة لكل منطقة حسب الرسم المعلن، وعمل سيناريو لخطوات وأسلوب التنفيذ والذي سيستغرق تنفيذه عشرة أشهر تنتهي في بداية شهر أغسطس الجاري.
وبالبحث تم إعداد مواصفات أعمال التكريك وشروط التنفيذ اللازمة للمشروع: (مواصفات - رسومات - جداول كميات - تقرير لأبحاث التربة - الشروط التعاقدية) وتجهيزها للطرح على الشركات العالمية المختصة في مجال التكريك.
ومن تقييم الشركات المتقدمة لتكريك القناة على الأسس التالية: (عدد الكراكات - قدرات الكراكات - تنظيم دخول الكراكات للعمل - الجدول الزمني للتنفيذ- الموقف المالي لكل شركة وحدها) .
انطلاق عمليات التكريك بقناة السويس الجديدة: شهد إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء يوم السبت 18أكتوبر 2014 توقيع عقد تكريك قناة السويس الجديدة الذي أبرم بين هيئة قناة السويس ومجموعة من أكبر شركات التكريك العالمية تحت اسم "تحالف التحدي" نظرًا لضخامة المشروع وحجم التكريك، وإلزامه بانتهاء أعمال التكريك في الموعد المحدد.
يضم "تحالف التحدي" أسطول كراكات هيئة قناة السويس وشركة الجرافات الوطنية الإماراتية وشركتي "فان اورد" و"بوسكالس" الهولنديتين وشركتي "جان دو نيل" و"دريدجينج إنترناشيونال" البلجيكيتين وشركة "جريت ليكس" الأمريكية .
وضم هذا المشروع أسماء سيذكرها التاريخ مثل اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف العام على مشروع قناة السويس الجديدة، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإضافة لآلاف العمال والمهندسون الذين عملوا على مدار 24 ساعة متواصلة طوال عام الحفر.