فشلت وزارة التربية والتعليم فى تطبيق خطتها الخاصة بتغيير وتطوير مناهج الثانوية العامة، التى تم وضعها وإقرارها العام الماضى، لتطبيقها العام الدراسى القادم. وكشفت مصادر بالوزارة أن الخطة كانت تشمل تغيير 7 مواد بمنهج القسم الأدبى للثانوية العامة، لكن اللجنة التى شكلتها الوزارة لمراجعة المناهج الجديدة سواء بإقرارها أو رفضها، رفضت مناهج التاريخ واللغة العربية وعلم النفس للصف الثالث الثانوى لعدم مطابقتها للمعايير المحددة. وقالت المصادر إنه لن تُغير المناهج الثلاثة، نظراً لضيق الوقت واقتراب بدء العام الدراسى الجديد، وقد تكتفى بتغيير بعض الدروس، حيث شكلت الوزارة لجنة من أساتذة ومستشارى المواد الثلاثة لإجراء تعديلات سريعة لتقديمها إلى الدكتور عماد الوسيمى، رئيس قطاع التعليم العام، لإقرارها وطباعتها. وأوضحت المصادر أنه تم رفض المناهج لعدم مطابقتها مع المعايير التى حددتها الوزارة، حيث حصلت على 70% فقط، من قبل لجان التحكيم على المناهج فيما كان يجب أن تحصل على 90%، حيث خلت من دروس عن تاريخ مصر الحديث، وقناة السويس الجديدة، وثورتى 25 يناير و30 يونيو، والرؤساء الذين تعاقبوا على حكم مصر فى السنوات الأربع الأخيرة، وتجديد الخطاب الدينى الذى طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسى. ولفتت المصادر، إلى أن الكتب كانت تحتوى على دروس عن الشخصيات المؤثرة فى العالم والتى ساهمت فى تغيير تاريخه المعاصر، ودروس تتحدث عن العلاقات بين مصر والعالم الحديث والمتغيرات التى شهدتها مؤخراً. وأشارت المصادر، إلى أن لجنة التحكيم التى شكلتها الوزارة أقرت كتب الجغرافيا والتربية الوطنية واللغة الإنجليزية، وتم إرسالها إلى قطاع الكتب لتسليمها إلى المطابع للبدء فى طباعتها. ولفتت المصادر إلى أن كتاب التربية الوطنية الجديدة، يحتوى على دروس تتحدث عن قناة السويس، ودروس تتحدث عن الانتماء الوطنى والبطولات التى تقوم بها القوات المسلحة، وغيرها من الدروس التى تتعلق بالربط ما بين التاريخ الحديث والماضى. وأوضحت المصادر أن مركز تطوير المناهج ألف 3 كتب أساسية للصف الثالث الثانوى وهى التربية الدينية الإسلامية والمسيحية، بعد مراجعة الأزهر والكنيسة، وكتاب التربية الوطنية، بعد مراجعة بعض أساتذة الجامعات «حتى لا يتم تركها لأى توجهات تعبث بمقدرات الطلاب». وبحسب وثيقة تطوير مناهج التاريخ التى أعدتها الوزارة فإن هناك دواعى لتطوير مناهج التاريخ للمرحلة الثانوية، منها التغير السريع المتلاحق المرتبط بالثورة التكنولوجية والتى تعتمد على العقل البشرى والإلكترونيات الدقيقة. وحددت الوثيقة التى حصلت «الفجر» على نسخة منها على بعض المعايير التى يتم على أساسها وضع المنهج، ومنها الحاجة لربط الأحداث الجارية بالمناهج، ومواكبة الاتجاهات العالمية المعاصرة فى تطوير وتدريس مناهج التاريخ، وقصور المناهج الخالية عن ملاحقة التطور فى الفكر التربوى والنفسى، عن تلبية حاجات الفرد والمجتمع، وكذلك مواجهة المؤثرات الثقافية السلبية والتغيير الثقافى الناشئ عن التطوير العلمى والتكنولوجى، وتجنب السلبيات الموجودة فى المناهج السابقة.