خلال الأسبوع الماضي صرح الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم أنه بحلول العام الدراسي القادم ستكون الوزارة قد انتهت من تعديل 65% من المناهج في جميع المراحل الدراسية والتي بدأتها منذ عام 2011 وبدأت بتغيير مناهج المرحلة الابتدائية بأكملها إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: علي أي أساس تم تغيير هذه المناهج ومن الذي قام بتغييرها؟ "آخر ساعة" توصلت إلي خطة وزارة التربية والتعليم لتغيير عدد كبير من المناهج الدراسية وكانت البداية من داخل أروقة مركز تطوير المناهج بوسط القاهرة. تغيير مناهج اللغة الإنجليزية للمرحلة الإعدادية.. والرياضيات واللغة الفرنسية والإسبانية للصف الثاني الثانوي تعديل مناهج اللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق وعلم النفس للصف الثالث الثانوي التقينا الدكتورة سناء جمعة القائم بأعمال مدير المركز التي أكدت في تصريحات خاصة ل "آخر ساعة" أن الوزارة تسير في اتجاهين فيما يتعلق بتطوير المناهج الأول هو مسابقة التأليف التي أعلنت عنها الوزارة في نهاية يناير الماضي والاتجاه الثاني هو تأليف المناهج عن طريق أساتذة وباحثي المركز. وأضافت أن المواد التي تم الإعلان عنها خلال المسابقة هي اللغة الإنجليزية للصفوف الثلاثة "الأول والثاني والثالث" وكذلك مواد الرياضيات العامة والرياضيات البحتة وتطبيقات الرياضيات للصف الثاني الثانوي بالإضافة الي مواد " اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع للصف الثالث الثانوي مشيرة إلي المناهج الجديدة لهذه المواد سيتم تدريسها في العام الدراسي المقبل 2015 / 2016. وأوضحت أن المواد التي سيتم تأليفها من خلال المركز هي (التربية الدينية الإسلامية - التربية الدينية المسيحية التربية الوطنية اللغة الفرنسية اللغة الإسبانية ) للصف الثاني الثانوي. وأشارت إلي أن تأليف المناهج يكون من خلال عدة معايير داخل دليل التحكيم الذي وضعه مركز تطوير المناهج في عام 2013 أثناء تولي الدكتور محمد رجب مهمة مدير المركز. وأوضحت أن دليل التحكيم يحتوي علي عدة معايير أساسية ( المعايير التربوية معايير الجودة العلمية معايير متعلقة بدليل المعلم- معايير متعلقة بالناحية الإخراجية للكتاب) وقالت جمعة إن المعايير التربوية تحتوي علي عدة أفرع رئيسية يجب علي المؤلف الالتزام بها أولها الحداثة والدقة والوضوح وأن تكون المادة العلمية في مستوي تفكير الطالب ومناسبة لغة المحتوي نفسها للطفل. وأضافت: " ثانيا العرض والتنظيم ويحتوي المهارات التي يتضمنها كل باب والقيم والمعلومات الإثرائية ووسائل التعلم المختلفة التي يتضمنها المحتوي والوزن النسبي للموضوعات بحيث لاتكون هناك مواضيع أكبر من أخري داخل الكتاب الواحد بالإضافة الي المراجع الموجودة داخل الكتاب والتدريبات والربط المنطقي بين المفاهيم والأفكار". وتابعت : " ثالثا الأنشطة ويجب أن تكون متنوعة وأن تكون مرتبطة بمهارات حياتية مختلفة للطفل وتنمي مهاراته وفكره الإبداعي وحثه علي استخدام أدوات البحث في مناقشة قضايا ومشكلات حياتية مثل المحافظة علي البيئة والصحة العلاجية. وأشارت الي أن الجانب التربوي يحتوي أيضا علي أساليب التقييم المستخدمة سواء في الكتاب الذي يحتوي علي المادة العلمية أو من خلال الجزء الخاص بالأنشطة الملحقة وهي تنقسم إلي (أساليب تقييم تشخيصية أساليب تقييم بنائية أساليب تقييم نهائية) وأن تندرج من اليسيط إلي المركب وأن تكون متنوعة مابين أسئلة شفوية إلي اختبارات تحليلية بأنواعها. وأوضحت أن العنصر الأخير في العملية التربوية يحتوي علي الجانب الوجداني الذي يقيس مهارات التفكير والتدريب علي حل المشكلات والتدريب علي كيفية اتخاذ القرارات. وقالت جمعة إن الجزء الثاني من دليل التحكيم الذي وضعه مركز تطوير المناهج في عام 2013 متعلق بالجانب العلمي وهو مختلف من مادة إلي أخري لأنه عبارة عن الأهداف التعليمية المتصلة بالمادة وتختلف حسب الموضوع الذي يتناولة كل كتاب. وأضافت أن الجزء الثالث متعلق بمعايير دليل تقويم المعلم وهو متعلق بتوجيه المعلم نحو التركيز علي نواحي الابتكار لدي الطالب وأن يكون هناك مقدمة تتضمن أهداف الدليل وفلسفة المنهج وطبيعة المادة والاتجاهات الحديثة في تدريسها. وأوضحت أن الجزء الرابع متعلق بالناحية الإخراجية للكتاب وبها معايير متعلقة بمقاس الكتاب ونوع الغلاف والتصنيف الداخلي للوحدات والتركيز علي جودة الألوان والطباعة ولون الخط والرسوم الموجودة داخل الكتاب. وأشارت إلي أن المعايير التي تم وضعها داخل دليل التحكيم ستسري علي نظامي المسابقة والتأليف مشيرة إلي أنه من المتوقع الانتهاء من الكتب الجديدة قبل نهاية شهر مايو المقبل ومن ثم يقوم وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة سرية تتضمن مجموعة من أساتذة الجامعات وخبراء في مجال التعليم لتقييمها ومراجعتها ومن ثم يتم عرضها علي مستشاري المواد الذين سيقومون أيضا بمراجعتها قبل طباعتها. وأوضحت أن قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم هو من يتولي الإشراف علي المسابقة أما دور المركز فيتركز علي وضع دليل التحكيم ومراجعة الكتب قبل طباعتها. وأكدت القائم بأعمال مدير مركز تطوير المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم أن المركز يقوم في الوقت الحالي بمراجعة جميع كتب المرحلة الإعدادية والتي تم تعديلها العام الماضي في ضوء تقارير اللجان التي شكلها المركز مع بداية العام الدراسي الحالي. وأضافت أن دور المركز العام الحالي لن يتوقف عند هذا الحد بل إن المركز سيقوم بإضافة بعض المفاهيم الاقتصادية المتعلقة بحماية المستهلك بالإضافة الي تزويد المناهج بمفاهيم متعلقة بالحفاظ علي الأمن القومي مثل الدور الهام للجيش المصري في حماية الحدود وبعض المفاهيم المتعلقة بالأمن الفكري بحيث نركز علي تعليم الطالب كيفية تحليل المعلومات التي يتلقاها من وسائل الإعلام المختلفة بحيث لا يتم استدراجهم نحو الشائعات والمعلومات المغلوطة موضحة أن ذلك سيتم بصفة أساسية في مناهج اللغة العربية والدراسات الإجتماعية. وأوضحت أن خطة الوزارة لتعديل المناهج في المرحلة الثانوية مع بداية العام الدراسي الجديد يأتي استكمالا لما تم العام الماضي بعد أن تم تعديل مناهج الصف الأول الثانوي بالكامل وكذلك جميع مناهج الصف الثاني الثانوي فيما عدا الرياضيات والتي ستقوم الوزارة بتغييرها في الوقت الحالي لتدرس في العام الدراسي القادم 2015 / 2016 والعلوم والتي سيتم تغييرها بالكامل العام الدراسي القادم ليتم تدريسها في العام الدراسي 2016 / 2017. واعترفت جمعة بأن جزءا كبيرا من المناهج التي كان يتم تدريسها خلال السنوات الماضية قد عفي عليها الزمن بعد أن ظلت بدون تغيير لأكثر من 15 عاما قبل أن تغيير الوزارة مناهج المرحلة الابتدائية في 2011 و كذلك قبل أن تعلن عن أول مسابقة لتطوير المناهج في العام الدراسي 2013 - 2014. وأوضحت أنه بالإضافة إلي حاجة المناهج إلي التغيير فإن الهدف الأساسي يكمن في أهمية إضافة بعض المهارات الحياتية والتركيز بشكل أكبر علي مهارات التفكير والمعرفة وهو ما سيتم ترجمته في أن أكبر كتاب لن تتعدي عدد أوراقة 200 ورقة وكذلك الاهتمام داخل الكتاب علي التدريبات والأنشطة مشيرة إلي أنه في البلاد المتقدمة يتم تغيير المناهج بشكل دوري كل خمس سنوات وهو ماستقوم الوزارة بتطبيقه مستقبلا. أما فيما يتعلق بالأحداث التاريخية التي سيتم إضافتها أشارت جمعة إلي كتاب التاريخ الذي سيتم تأليفه خلال المسابقة الحالية سيشهد إضافة أحداث ثورة 30 يونيو وتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية الإ أنها أشارت إلي أنه سيتم التركيز علي الأحداث وليس الأشخاص بالإضافة الي التركيز علي دور الشعوب في صناعة الأحداث. وفيما يتعلق بالمناهج الجديدة للتربية الدينية الإسلامية والمسيحية أكدت جمعة أنه يعكف علي تأليفها ومراجعتها عدد من أساتذة مركز تطوير المناهج بالإضافة الي علماء الأزهر الشريف لتأليف ومراجعة كتب التربية الإسلامية ونفس الأمر فيما يتعلق بالتربية الدينية المسيحية بمشاركة عدد من رجال الكنسية المصرية. ومن جانبه أكد الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، أنه بحلول العام الدراسي المقبل، سيكون قد تم تغيير 65% من المناهج الدراسية، مشيرا إلي أنه سيتم البدء في تغيير نسبة ال35% الباقية بمجرد البدء في العام الدراسي المقبل. وأضاف أبوالنصر في تصريحات خاصة ل" آخرساعة" انه تم إرسال جميع كتب التربية الدينية الإسلامية إلي الأزهر، والتربية الدينية المسيحية للكنيسة، لتعديلها بما يحقق التسامح ونبذ العنف وتقبل الآخر، مضيفا، أنه طالب الأزهر والكنيسة أيضا بتدريب معلمي الدين الإسلامي والمسيحي علي تدريس الديانتين. وأشار الي أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بالأنشطة، وتمثل ذلك في مشروع دمج الموسيقي في العملية التعليمية ومشروع مسرحة المناهج، موضحا أن نسبة الحضور في المدارس ارتفعت بنسبة 15% عندما تم تطبيق الأنشطة. وأكد أبو النصر أنه تم وضع خطة إستراتيجية لتغيير المناهج وتطوير التعليم العام والفني، وتم عرضها ضمن الخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم علي الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل بداية العام الدراسي الحالي. وفيما يتعلق بالتعليم الفني أوضح أبو النصر أن الوزارة توصلت إلي اتفاق مع الاتحاد الأوربي لتطوير جميع مناهجه ضمن خطة محددة تضمن ربط المواد النظرية بسوق العمل.