وصل وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، الثلاثاء، إلى الأردن قادماً من إسرائيل بعدما التقى في القدسالمحتلة صباح أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لتهدئة قلق إسرائيل حيال الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى. وحطت طائرة كارتر القادم من إسرائيل عصر الثلاثاء في قاعدة جوية عسكرية شمال الأردن قرب الحدود مع سورية حيث من المقرر أن يلتقي عدداً من رفاق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم "داعش" حرقاً مطلع العام الحالي. وتُستخدم القاعدة الجوية التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية من قبل عدة دول ضمن تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة يقوم بعمليات جوية ضد تنظيم "داعش" في سورية والعراق. ويلتقي كارتر كذلك عدداً من الجنود الأمريكيين المتمركزين هناك، على أن يغادر الأردن اليوم متوجهاً إلى السعودية. وزار كارتر الحدود الشمالية مع لبنان لتقييم المخاطر التي تقول إسرائيل إن "حزب الله" اللبناني يشكلها على أمنها. وفيما دعت بعض القوى الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية إلى بدء التكيف مع الواقع الجديد الذي أوجده الاتفاق، قالت نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي الثلاثاء إنه سيتم الإبقاء على هذه المعارضة للإتفاق على أمل التأثير على تصويت الكونجرس الأمريكي بشأنه. وأمام أعضاء الكونجرس الأمريكي 60 يوماً لمراجعة الاتفاق رغم أن فرصهم في تقويضه تبدو ضئيلة. وقالت هوتوفلي: "يجب ألا نعتقد ان معركتنا من دون جدوى، يجب أن نواصل التأثير على الأمريكيين ومنع رفع العقوبات". وحاول كارتر الاثنين تبديد قلق إسرائيل من أن الاتفاق مع إيران قد يعني تغييراً في سياسة واشنطن في المنطقة، مؤكداً أن إسرائيل "تبقى حجر الزاوية للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط". وفي محاولة لطمأنة حليفه، أعلن كارتر الاثنين أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتعزيز تعاونها العسكري مع إسرائيل، مشيراً بشكل خاص إلى مضادات الصواريخ أو الأمن المعلوماتي، خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون. وتمنح الولاياتالمتحدة حالياً إسرائيل حوالى ثلاثة بلايين دولار سنوياً كمساعدة عسكرية كما تساهم في مشاريع أخرى مثل نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. وقد سرت معلومات عن احتمال زيادة المساعدات إلى إسرائيل ودول أخرى في المنطقة بسبب الاتفاق مع ايران. وأثار ذلك مخاوف لأنه قد يساهم في اطلاق سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط عبر ضخ أسلحة إضافية في منطقة هشة. وقال إيتان جلباع استاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان في تل أبيب: "هذا لم يحصل لعقدين على الأقل". وقد حض نتنياهو أعضاء الكونجرس الأمريكي على رفض الاتفاق وذلك في سلسلة مقابلات مع شبكات تلفزة أمريكية.