أجواء من الانتصارات تشهدها المدن اليمنية خلال اليومين الماضيين، حيث حققت المقاومة الشعبية في عدن وباقى المدن اليمنية انتصارات ساحقة على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وخرج أبناء مدينة الضالع بمسيرة شعبية احتفالا بانتصار المقاومة في عدن وقاموا بمحاصرة ما تبقى من عناصر الحوثي وصالح، أطلقوا خلالها المفرقعات النارية وهتفوا مهللين بالانتصار. المحتفلون أكدوا على تمسكهم بالشرعية اليمنية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ومشيدين بدعم التحالف العربي والضربات الجوية التي ينفذها ضد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح. يأتى ذلك تزامنا مع سيطرة المقاومة الشعبية على حي المعلا بالكامل، وأحكمت حصارها على التواهي وكريتر في عدن، وكان نحو 30 عنصراً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح سلّموا أنفسهم للمقاومة في حي كريتر، ووجهوا نداءاتٍ للمتمردين بالاستسلام، ولم يتبقّ أمام المقاومة والجيشِ الموالي للشرعية سوى حيي كريتر والتواهي لإكمال تحريرِ عدن بالكامل. كما سيطرت المقاومة على مطارِ عدن ومنطقة خورمكسر، في إطار عملية "السهم الذهبي" التي تشارك فيها المقاومة مع قوات يمنية مدربة في الخارج، ضمن عملية برية وجوية وبحرية تشارك فيها مقاتلات وبارجات التحالف العربي. فى حين، تجرى تحركات على الأرض، لتحديد ساعة الصفر بين القيادات الثلاث: جبهات المقاومة الشعبية، والقوات الموالية للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، وقوات التحالف العربي التي تقوده السعودية من جهة أخرى، لضرب المواقع التي تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وحليفهم على عبد الله صالح في محافظة عدن. وفى هذا الصدد، أشارت صحيفة "الشرق الاوسط"، الى أن هذا التحرك يأتي بعد نجاح العملية العسكرية التي جرت، أول من أمس، وتمكنت المقاومة مدعومة بالقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وطيران التحالف، من دحر ميليشيا الحوثيين في قرية عمران الواقعة شمال البريقة، التي تعد مركزًا للحوثيين في إطلاق قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا على الأحياء السكنية في مواقع مختلفة، الذي يسهم في وقف تقدمه ميليشيا الحوثي باتجاه صلاح الدين، على أن يسبق لحظات الهجوم تنسيق مسبق حول رصد معلومات عامة عن الحوثيين وتحركاتهم والهجوم في لحظة موحدة بين القيادات الثلاث. من المتوقع أن يمنح تغيير المواجهة العسكرية المقاومة الشعبية التي أنهكت خلال الأشهر الماضية، الفرصة في ترتيب أوراقها وتدريب أفرد من أبناء عدن الراغبين للانخراط في جبهات المقاومة، إلا أن الظروف في تلك المرحلة لم تسمح بتدريبهم، إضافة إلى أن العلميات المشتركة، ستقوي الأداء العسكري ميدانيًا بين جميع القطاعات. ورفعت المقاومة الشعبية استعداداتها، تحسبًا من أي ردة فعل عشوائي من قبل الحوثيين وحليفهم علي صالح على المناطق السكانية، وذلك بعد أن خسروا موقعة عمران، خاصة وأن الحوثيين يقومون بعلميات عسكرية ويستميتون في هذه اللحظات للدخول إلى خط 90 في شمال مديرية المنصورة، ومطل على خط هام مرتبط مع البريقة، والشعب، ومحطة الكهرباء، في محاولة منهم لتعويض خسائرهم. وتمتلك الإمارات العربية المتحدة غرفة عمليات في عدن مرتبطة بأفراد في الأرض مهمتها تحديد الأهداف العسكرية وإنها تتولى تلك المهمة في عدن ولحج والضالع والمناطق المجاورة منذ أكثر من شهرين. ونفى مصدر عسكري تعمد الإمارات استهداف مواقع مدنية قائلًا: إن سلاح الجو الإماراتي لا يمكن أن يتورط في مثل هذه الأخطاء. فيما أفادت تقارير من اليمن أن المقاتلين الموالين للرئيس اليمني هادي، مدعومين بغطاء جوي من قوات التحالف بقيادة السعودية، تمكنوا الأربعاء من السيطرة على مزيد من المناطق في مدينة عدن جنوبي اليمن ودفع المسلحين الحوثيين وحلفائهم خارجها، كما سيطروا على منطقة المعلا ومينائها، بعد سيطرتهم الإثنين الماضي على مطار المدينة. وتواصل القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًّا شن هجومًّا واسعًّا بإسناد من التحالف بقيادة السعودية، أطلقت عليه اسم عملية السهم الذهبي، لطرد الحوثيين وقوات الجيش المتحالفة معهم من مدينة عدن. فى ذات الوقت، قال مدير مكتب رئيس الجمهورية اليمنية محمد علي مارم "إن الرئيس هادي يعتزم أداء الصلاة في ساحة العروض بخور مكسر وذلك بعد نجاح المقاومة الشعبية في طرد الانقلابيين من عدن". وعبر "مارم" باسمه وباسم الشعب اليمني عن شكرهم وتقديرهم لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكل قادة دول مجلس التعاون ودول قوى التحالف الذين مدوا يد العون للشعب اليمني. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن عددًا من المسؤولين الحكوميين سيبقون في اليمن بعد العيد، لترسيخ الاستقرار، فيما سيعود الرئيس هادي وعدد آخر من المسئولين اليمنيين إلى المملكة وربما تتم تهيئة مكان مناسب لإقامتهم في عدن.