حقيقة إستهداف الحدائق والمتنزهات وساحات الصلاة فى القاهرة والمحافظات على الرغم من عدم وجود خسائر بشرية وراء تفجير ميدان السواقى بالفيوم، الذى وقع أمس الثلاثاء، ولكن خطة الإرهاب الإخوانى إتخذت شكلا إعلاميا، يفوق بمراحل حجم الوقائع على الأرض، حيث تم تداول تسريبات وتقارير عن إستهداف الميادين العامة والحدائق وساحات الصلاة التى تزدحم بالمواطنين مع حلول عيد الفطر الوشيك. وربط البعض بين ما حدث فى القاهرة من تفجير موكب النائب العام ومبنى القنصلية الإيطالية، وبين دعوة أبومحمد العدنان المتحدث بإسم تنظيم داعش الإرهابى، بنقل عملياتهم فى العشرة الأواخر من رمضان إلى خارج سيناء، وإستهداف القاهرة والمحافظات. فى البداية قال اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، والنائب البرلمانى سابقا، إن نشاط جماعة الإخوان الإرهابية فى القاهرة والمحافظات موجود من قبل تحريض العدنانى، ولا علاقة له بعيد الفطر أو غيره، ولكنه متواصل منذ يوم 24أغسطس 2013، عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة الإجراميين. لافتا إلى أن واقعة إستهداف موكب وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم كانت فى القاهرة، وكذلك تم تفجير مديرية أمن القاهرة وكمين جامعة القاهرة، ومديرية أمن الدقهلية وغيرها، قبل هذه الدعوات، وفى أيام غير الأعياد. وتوقع الخبير الأمنى أن تستمر موجات الإرهاب التفجيرى والإعلامى على حد سواء، مشيرا إلى أنه طالما يد الدولة رخوة، وتنظر يمينا ويسارا قبل أن تتخذ أى قرار، فسيظل الإخوان يستهدفون الجيش والشرطة والمدنيين الأبرياء، وستظل مواقعم تثير الرعب فى نفوس الناس، وتحرض على إفساد فرحتهم فى الأعياد والمناسبات، بلا رادع لأنه كما قلنا ونكرر" من أمن العقاب أساء الأدب". وأضاف إن قانون الإرهاب فى نسخته الأصلية الذى أعده اللواء أحمد رشدى رحمه الله، كان يتصدى للتحريض على العنف والترويج له، عبر الوسائل الإعلامية والألكترونية، مشيرا إلى أن غالبية الجرائم الإرهابية ترتكب بهدف التسويق الإعلامى، وإرسال رسائل معينة للداخل والخارج، واصفا مشروع قاون الإرهاب الحالى بأنه مسخ ضعيف، ورغم ذلك لا تجرؤ الدولة على إقراره حتى الأن. ومن جانبه قال الكاتب الصحفى والخبير السياسى والإعلامى محمد طرابيه، إن الإعلام الإخوانى سواء الداخلى الذى لا يزال مستمراً حتى الآن فى صورة صفحات رسمية أو شخصية إخوانية أو فى صورة المواقع والصحف والقنوات الخارجية التى تدعم هذا التنظيم الإرهابى , يعتمد على ترويج الأكاذيب والأضاليل، حول خطط الجماعة وقدراتها على تفجير الشوارع خلال المناسبات والأعياد، فى محاولة لتخويف المواطن فى الداخل وتصدير صورة للخارج بأنهم مازلوا موجودين، ومع ذلك لا يزال هذا النوع من الإعلام يجد صدى ليس بالقليل فى أوساط المواطنين بسبب الغياب شبه التام للإعلام خاصة الرسمى فى مصر. وأضاف طرابية إنه مع حلول أى عيد أو مناسبة دينية أو وطنية تنشط اللجان الأليكترونية للإخوان، ومواقعهم وقنواتهم، لتروج أكاذيب عن قدرتهم على تفجير الميادين والشوارع والحدائق، وقد تقع حادثة عابرة ييتم إستغلالها إعلاميا بإمتياز، على غرار حادث مبنى القنصلية الذى وصف بأنه حادث للإستغلال الإعلامى. لافتا إلى أن غياب الإعلام الحكومى إضافة إلى التعتيم الذى قد يحدث على الإعلام الخاص سواء الفضائى أو الصحفى، وكذلك الحال بالنسبة للبيانات الرسمية فى مصر والتى تتأخر لساعات طويلة، كل هذه العوامل تفتح المجال واسعاً لترويج الأكاذيب والشائعات التى تستهدف إشعال الفتن والأزمات وإثارة الرعب، ومحاولة إحداث وقيعة أو فقدان للثقة بين الشعب من ناحية والقوات المسلحة و الشرطة من ناحية أخرى. وأكد الخبير الإعلامى والسياسى على أهمية أن تكون لدينا أساليب غير تقليدية وأفكار خارج الصندوق لكيفية التعامل مع تلك االمواقع والقنوات الكاذبة من خلال تشكيل مكاتب إعلامية على أعلى مستوى بما يضمن سرعة الرد على الأكاذيب وبث الأخبار والبيانات الصحيحة بشكل صادق وموضوعى وسريع. مشددا على ضرورة البحث عن وسائل قانونية لإيقاف الصفحات والمواقع الإخوانية والإرهابية، أو التشويش عليها لمنعها من الوصول إلى المواطنين بقدر المستطاع , إلى جانب عدم نشر البيانات التى تصدرها تلك الجماعات الإرهابية وتنظيمها الدولى لأن نشرها فى المواقع والصحف والفضائيات المصرية يؤدى إلى إنتشارها بصورة أكبر حتى ولو كان ذلك بدون قصد.