مازالت التقارير الصحفية العربية تتناول واقعة إتهام "ساقية الصاوي" المصرية، باستضافة معرض أقامه الحوثيون في القاهرة يسيء للمملكة العربية السعودية، زعموا فيه عدوانها على اليمن. يأتى ذلك بالتزامن مع زيارة نائب رئيس الجمهورية اليمنى للقاهرة، ولقاءه بالرئيس السيسى، أمس الإثنين، فيما إعتبره المحللون محاولة مزدوجة للوقيعة بين القاهرة والرياض من ناحية، وتهميش الدور المصرى فى ملف الأزمة المينية من ناحية أخرى.
فى البداية قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي إستقبل مؤخرا، المهندس خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية اليمنية ورئيس مجلس الوزراء، ورافقه خلال زيارته للقاهرة، وزراء التخطيط والتعاون الدولي وحقوق الإنسان والداخلية اليمنيين، بالإضافة إلى القائم بأعمال الجمهورية اليمنية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.
ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق تلك الزيارة، بأنها تأكيد على أهمية دور مصر كدولة محورية في المنطقة وركيزة للأمن والاستقرار فيها، كما كشفت الزيارة عن تقدير المسئول اليمنى لمواقف مصر الداعمة لبلاده، وحرصها على وحدتها واستقرارها.
وأضاف بدر إن الرئيس السيسى أعلن مرة أخرى عن الموقف المصرى الحريص على أهمية التزام جميع الأطراف السياسية اليمنية بمواصلة الحوار السياسي تحت رعاية الأممالمتحدة وعلى أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بإعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمات اليمن الحالية، كما أكد الرئيس على أهمية الحل السياسي لتسوية الأزمة اليمنية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ومقدرات شعبه.
وأوضح بدر أن الرئيس السيسى حذر من مغبة استمرار تردي الأوضاع في اليمن؛ لأن عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية إنما يصب في صالح جماعات التطرف والإرهاب المتواجدة في الأراضي اليمنية.
ومن هذه النقطة يرى الخبير الدبلوماسى أن تلك الجماعات والتيارات المتطرفة صاحبة المصلحة فى إستمرار تردى الأوضاع فى اليمن، هى نفسها المستفيدة من إحداث الوقيعة بين مصر والسعودية تحديدا، كدولتين راعيتين للشرعية فى اليمن من ناحية، وتقودا الحرب على الإرهاب فى المنطقة من ناحية أخرى.
مضيفا أن هناك دور إيرانى مشبوه، يحاول التدخل فى اليمن بشكل فج، ومن مصلحته الإيقاع بين السعودية ومصر، وإستبعاد الدور المصرى، بما يجهض أى محاولات لتقريب وجهات النظر، والوصول إلى حل سياسى يضع حد لمعاناة الشعب اليمنى، مشددا على أن هذا الحل سيضع أيضا حدا للأطماع الإيرانية فى اليمن، ولطموحات الميلشيات التى تحدث عنها الرئيس، والتى تدرك كل الأطراف حقيقة ما تفعله.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى والمحلل السياسى مجدى الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر سابقا، إن كل ما ينشر حول الأزمة اليمنية فى هذا السياق، هدفه الإساءة لعلاقات مصر بالسعودية الشقيقة من ناحية، وللجهود المصرية لحل الأزمة اليمنية من ناحية أخرى.
وأضاف خبير الشئون العربية إن موقف مصر يتلخص فى عدة نقاط، فى مقدمتها وقف الحرب والحفاظ على وحدة الشعب اليمنى وسلامة أراضيه، والعودة لمائدة الحوار اليمنى الوطنى، بتأييد ودعم عربى ودولى.
مشددا على أن مصر ليس لها مصلحة فى الإنحياز لطرف ضد أخر، والأشقاء فى السعودية يعلمون ذلك، ويثقون فى أهمية الدور المصرى؛ لأن مصر حريصة على ألا تفقد تاريخها المشرف، ومواقفها المساندة للشعب اليمنى وخياراته وثوراته على مدار تاريخه.
وأكد الدقاق أن محاولات الوقيعة بين مصر وباقى الأطراف اليمنية تارة والسعودية تارة أخرى، إنما تهدف لإجهاض الهدف الذى تسعى إليه القاهرة، وهو دعوة الجميع إلى الإستماع لصوت العقل والحكمة، حسب نداء الرئيس السيسى الذى كان مطروحا منذ بداية الأزمة، ويعيد التأكيد عليه فى كل لقاء أو مناسبة، من أجل إنقاذ الشعب اليمنى، من براثن المؤامرة الدولية التى تتعرض لها البلاد، مثل باقى الدول العربية، وما تواجهه من مؤامرات للتخريب والتقسيم والتدمير.
مشددا على أن القاهرة ستظل مفتوحة لإستقبال كل الأطراف، والجميع يدرك أهمية الدور المصرى فى إيجاد حل سياسى لأزمة اليمن، بالتنسيق مع الجانب السعودى، لافتا إلى أن أى محاولات للوقيعة أوإبعاد مصر لن تجدى.