قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن الإمامة ليست محل اتفاق عند الشيعة، حيث أبدى بعض الفضلاء منهم تحفظات على هذه النظرية. وأوضح أن من هذه التحفظات أن الجيل الأول من الشيعة "أنصار علي بن أبي طالب" الذين كانوا حول الإمام عليٍّ -رضي الله عنه- وخاصة في القرن الأول الهجري – لم يكن يعرف نظرية الإمامة الإلهية، ولم يعرف تكفير الخلفاء والصحابة وشتمهم ولعنهم، ولا اعتبار الدخول في الإسلام أو الخروج منه على أساس الإيمان بالإمامة أو عدم الإيمان بها، بدليل أن سيدنا عمر -رضي الله عنه- استعمل بعض الولاة من أنصار سيدنا علي، منهم: سلمان الفارسي ومالك بن الأشتر وحُجر بن عديّ، وجلهم أُثر عنه في بعض الكتب التاريخية أنهم كانوا يقولون: إن الإمام عليًّا أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- ومع ذلك قبلوا ولاية الأمصار في خلافة عمر-رضي الله عنه-، فهذا إقرار عملي على أن نظرية الإمامة لم تكن موجودة في ذلك العصر. وأضاف في حديثه اليومي، الذي يذاع في هذا الشهر المبارك على الفضائية المصرية قبيل الإفطار: هناك كتابان لعالمين فاضلين من علماء الشيعة أبديا فيهما تحفظات على نظرية الإمامة؛ أحدهما للأستاذ أحمد الكاتب، جاء تحت عنوان: "السنة والشيعة.. وحدة الدين خلاف السياسة والتاريخ"، والآخر للمرجع الديني علي الأمين جاء تحت عنوان: " السنة والشيعة أمة واحدة.. إسلام واحد، واجتهادات متعددة"، وبالفعل نحن أبناء دين واحد، لكن فرقتنا السياسات وفرقتنا الخلافات التاريخية، وكان من الواجب ألاَّ نلتفت إلى هذه السياسات، ولا نروج ولا نبعث هذه الخلافات التي تفرقنا في وقت حرج جدًا نواجه فيه تحديات تحيط بنا من كل جانب، والأستاذ أحمد الكاتب، قرر في كتابه أن الشيعة الأوائل الذين كانوا حول علي –رضي الله عنه- كان لهم موقف إيجابي خالص من أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، ولكن ما إن انتهى القرن الهجري الأول وتعرض الشيعة إلى ضغوط سياسية شديدة على أيدي الأمويين، حتى نشأت لدى فريق صغير -كرد فعل على هذه الضغوط الصعبة- نظرية الإمامة الإلهية لتقول بتعيين الإمام علي بالنص، وانحصار الخلافة في ذريته إلى يوم القيامة. ولفت إلى أن هذه النظرية قد انعكست سلبًا على مبدأ الشورى والخلفاء الراشدين الذين اعتبرتهم النظرية غاصبين للخلافة من الإمام على –رضي الله عنه- وقد ظهرت هذه النظرية أول ما ظهرت في الكوفة في أثناء ثورة الإمام زيد بن عليٍّ على هشام بن الحكم سنة 122، وظهور فرقة الرافضة كانشقاق على الشيعة. واختتم الإمام الأكبر حديثه، بأننا في حاجة إلى مثل هذا الصوت المعتدل الذي يمكن أن يساهم في مسيرة التفاهم بين أهل السنة والشيعة على أسس واضحة، لأن المسلمين: سنة وشيعة، وقعوا بالفعل في فخ هذه التداعيات السلبية والمريرة التي أحدثتها نظرية الإمامة التي استغلها المتعصبون من الشيعة وأخذوا يبشرون بها في معاقل أهل السنة حتى الآن، وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا.