حال اعتراض روسيا داخل مجلس الأمن، أمس الأربعاء، دون صدور قرار باعتبار مذبحة "سربرنيتشا" التي وقعت عام 1995، إبادة جماعية للمسلمين في البلدة الذين قتلوا على أيدي الصرب العرقيين. وكانت روسيا هي الدولة الوحيدة التي اعترضت على مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا ورعته عدة دول وحظي بتأييد 10 دول، بينما امتنعت 4 دول أخرى عن التصويت، من بينهم الصين، الحليف التقليدي لروسيا داخل مجلس الأمن. وقبل التصويت ضد مشروع القانون، وصف المبعوث الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين مشروع القانون بأنه "وثيقة مدمرة" لن تساعد على تحقيق المصالحة، وطلب من المجلس "عدم طرح مشروع الاقتراح للتصويت". وكان من المفترض أن يدين القرار مقتل نحو 8 آلاف رجل وشاب، في المذبحة التي وقعت في البوسنة والهرسك ويعتبرها إبادة جماعية. وأثار القرار الذي تم تقديمه قبل الذكرى العشرين على المذبحة في بلدة سربرينتشا بالبوسنة، غضب صربيا التي ترفض مصطلح "الإبادة". وصفت بلجراد وصرب البوسنة القرار بأنه تحريضي ويشجع على التقسيم، ودعت موسكو إلى الاعتراض عليه باستخدام حق النقض. ورغم الجدل، قال رئيس الوزراء الصربي أليكسندر فوسيتش، أنه سيحضر المراسم التذكارية للذكرى العشرين لمذبحة سربرينتشا نهاية الأسبوع. وكانت محكمة العدل الدولية قد قضت في عام 2007 أن مذبحة سربرينتشا كانت إبادة جماعية، واعتبرته العمل الأكثر وحشية خلال الحرب البوسنية 1995-1992، بين الصرب والبوسنيين والكروات، والأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وأشاد الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش بالفيتو الروسي، معتبراً أنه "منع تلطيخ سمعه الشعب الصربي، بأكمله بمحاولة وصمه بمرتكب إبادة جماعية". وفي بيان صحافي، قال أيضاً إن "روسيا أثبتت اليوم أنها صديق حقيقي وصادق، صديق يعترف بالقيم الحقيقية ويرد على الخير بالخير". وقال زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك لمحطة تلفزيون محلية أن روسيا، عرقلت قراراً كان من شأنه أن يزيد من الانقسامات في البوسنة والهرسك. وعلى الجانب الآخر، وصف عمدة سربرنيتشا المسلم كاميل دوراكوفيتش، الفيتو الروسي بأنه "هزيمة للعدالة الدولية"، التي أقيمت مع قرار محكمة العدل الدولية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البوسنية. وأضاف دوراكوفيتش إن "حقيقة أن روسيا لا تزال معزولة مع الدول، التي ترفض قبول أحكام المحاكم التي توفر بصيصا من الأمل".