حتى قبل أن تبدأ المطربة شيرين عبدالوهاب أولى حلقات مسلسلها الأول كان الهجوم قد بدأ، توقعات بفشلها كممثلة وفشل المسلسل، حتى قبل أن يبدأ مسلسل «طريقى» كان الطريق أمام شيرين مسدوداً بالتوقعات السلبية. ربما تكون طلتها الأولى فى السينما سببا فى بعض التوقعات. فقد قدمت شيرين عبدالوهاب دوراً يتيماً وقصيراً ومشوهاً فى أحد أفلام النجم أحمد حلمى. فيلم ميدو مشاكل، ومنذ ذلك الحين ظلت شيرين تخشى أن تعيد الكرة وتكرر التجربة. فى ميدو مشاكل كانت شيرين لا تزال تبلور شخصيتها الفنية والغنائية. ومن الظلم أخذ المرء بتجاربه الأولى الفاشلة. والحكم مسبقا أن فشل التجربة الأولى سيظل لصيقا بالإنسان. وبهذه الروح السلبية استقبل العديد من النقاد مسلسل «طريقى» لشيرين عبدالوهاب. وسن بعضهم سكاكينه على الممثلة فى أول أعمالها التليفزيونية أو الدرامية. وسيطرة نفس الحالة السلبية على فضاء الإنترنت من فيسبوك وتوتير. بدأ المسلسل وبدت شيرين تحاول جاهدة أن تتخلص من شبح تجربتها البائسة فى ميدو مشاكل. فشيرين ليست مجرد مطربة سنيدة للبطل، ولكنها البطلة فى المسلسل.. وقد بذلت شيرين مجهوداً جيداً فى التحضير لشخصية (دليلة). ودخلت شيرين المطربة عش دبابير التمثيل. مثلما دخله من قبلها مطربو ومطربات مصر والوطن العربى. بدءاً من سيدة الغناء العربى أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وانتهاء بتامر حسنى وهيفاء وهبى. طوال عمر التمثيل سينما أو تليفزيوناً فإن المطرب لا يمكن أن يجمع بين عبقرية الصوت والأداء التمثيلى معا. هذه هى القاعدة والاستثناء يؤكدها ولا ينفيها. فى مجال الاستثناء هناك شادية وصباح ومحمد فوزى فهؤلاء جمعوا بين حلاوة الصوت وعبقرية الأداء. أما الآخرون فقد احتفى بهم جمهور السينما أو المسرح أو التليفزيون من باب عشقهم لأصواتهم ورصيدهم فى آذان مستمعيهم. وحتى النقاد كانوا يظهرون تعاطفاً وتفهماً مع العمل الأول للمطرب. ولذلك لا أفهم سبباً لذبح شيرين قبل أن ينتهى الأسبوع الأول من رمضان. فمنذ الحلقة الأولى بدأ الهجوم على شيرين. وذلك على الرغم من أن شيرين لم تكن قد ظهرت كثيرا فى أحداث الحلقة الأولى. فحكم البعض على تجربة شيرين خرج من عباءة ميدو مشاكل. ولكن شيرين أو دليلة اختلفت كثيرا وتطورت أكثر عن مرحلة ميدو مشاكل الذى سبب لها المشاكل حتى الآن. فشيرين خلال الحلقات الأولى تكشف عن ممثلة معقولة. ويحسب لشيرين أنها لم تفرض ظهورا مكثفا. فعلى الرغم من أن المسلسل يدور حول شخصية دليلة، فإن دليلة نفسها لا تأخذ مساحة المشاهد كلها. كما أن الحكم على شيرين كممثلة يتطلب الانتظار حتى تنتهى فترة المراهقة التى بدأ بها المسلسل. لأن شيرين أكبر عمريا من هذه الفئة. وتمثيل دور المراهقة على أى فنانة أكبر عمراً يمثل تحدياً للفنانات المحترفات فما بالك بمطربة شهيرة تقدم مسلسلا لأول مرة ولم تخض تجارب فى التمثيل سوى دور صغير فى فيلم يتيم. واختيار فترة المراهقة للبدء بها ينقلنا إلى أصحاب العمل الآخرين وأعنى المخرج والمؤلف، فقد كان من الأفضل أن يتم العمل بطرق أخرى، مثلا كان يمكن البدء بطريقة الفلاش بلاك فتبدأ الحلقات بالنجمة دليلة أو شيرين وتتذكر فيما بعد معاناة الطريق بما فى ذلك مشاكلها مع أسرتها أو بالأحرى أمها خلال فترة المراهقة. وإما أن يستعين المخرج بفتاة مراهقة تتشابه ملامحها مع شيرين مثلما حدث فى مسلسل أم كلثوم. ولاشك أن بدء المسلسل بالفترة العمرية الحقيقية لشيرين كان سيسهم بشكل أعمق فى تقديم إطلالة وانطلاقة أفضل لشيرين فى مسلسلها الأول. ومع ذلك فإن شيرين بملامحها المصرية البريئة أنقذت إلى حد ما هذه المرحلة الزمنية من عمر البطلة أو بالأحرى أنقذت الجزء الأول من مسلسل «طريقى» وفى انتظار بقية مراحل الطريق كل ما أرجوه من الزملاء والزميلات ألا يقطعوا طريق شيرين قبل أن يمنحوها فرصة مشاهدة العمل كاملاً.. أول عمل درامى لمطربة.. مطربة تلعب دور مطربة. فشيرين لم تزعم أنها ممثلة بارعة تؤدى كل الأدوار ولكنها دخلت باب التمثيل هذه المرة من الطريق الذى أحبها الناس من خلاله، وبالوسيلة التى احترفتها وبرعت فيها.