أعلنت حملة «السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، اقترابها من تحديث برامجها التوعوية التي تستهدف تعزيز الاعتدال والوسطية، وتقديمها بثلاث لغات جديدة هي الفرنسية والألمانية والروسية، مبيّنة أن الرسائل والأنشطة المختلفة تخاطب المسلمين وغير المسلمين. وأوضح رئيس الحملة عبدالمنعم المشوّح أن هذه الخطوة تأتي في إطار توسيع مشروعها العالمي لدعم الاعتدال بين المجتمعات الإسلامية في العالم عبر «الإنترنت»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بعد أن افتتحت مشروعها بالبث باللغة التركية مستهدفة الاقتراب باعتدال من القضايا الراهنة بين المجتمعات الإسلامية، والابتعاد عن الإرهاب، والالتقاء عند الفكر المشترك للغالبية، مع تعزيز العلاقات بين المجتمعات على أساس التوازن والاعتدال والتعاون المتبادل. وقال المشوح في حديثه ل«الحياة»: «منذ أن انطلقت الحملة عبر وزارة الشؤون الإسلامية وهي تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف السامية، منها تجاوز الشعوب ومؤسسات المجتمع المدني لكل العثرات السياسية، مستهدفين التناغم مع السلم والسلام لصناعة سلم مجتمعي عالمي، فالمملكة قادرة على التعريف بنفسها ووسطيتها عبر نوافذ عدة، واليوم يمكن القول بأن (السكينة) انتقلت من مستوى الدفاع إلى العطاء والشراكة في صياغة نهضة وسطية تتجاوز الحدود». وأفاد بأن التوسّع في اللغات العالمية سيتضمّن تقديم عدد من البرامج التي تسهم بنشر الفكر الوسطي وتعزيز مفهوم التعايش، خصوصاً في ظل وجود ملايين المسلمين في الدول الناطقة بهذه اللغات. وكانت الحملة قد أطلقت مسبقاً مشروعاً لها باللغة التركية في إطار دعم الاعتدال وتعزيز العلاقات بين المجتمعات الإسلامية، إذ تسعى الحملة إلى أن تكون أعلى منصة علمية وتثقيفية لما يتعلق بالوسطية، فيما نوّه القائمون عليها بأن اختيار اللغة التركية يعكس جزءاً من سلسلة العلاقات المتأصلة بين البلدين. وأضاف مسؤولون في السكينة: «نتوقع أن يحقق المشروع تأثيراً قوياً عندما يتم تفعيله ضمن «الإنترنت»، مع تعزيزه للعلاقات بين البلدين، لإيماننا بأن تركيا لديها وعي عالمي متوازن وماض عريق في تكوين الحضارة الإسلامية، وتتميز بكونها نموذجاً بارزاً في تشارك المعلومات بين الثقافات والأديان والمذاهب المختلفة، وبالتالي فإن تلاقي هاتين الحضارتين سياسياً وفكرياً سيكون له تأثيراً في المجالات الأخرى، خصوصاً في تعزيز الاعتدال والتوازن وترسيخ العلاقات بين الدولتين». واعتبرت الحملة أن مشروع الاعتدال، خطوة رائدة لفتح علاقات أوسع ويسهم في التعاون المتبادل في مكافحة العنف والتطرف والإرهاب، مبينة أن مشروعها الجديد لتعزيز الاعتدال عبر الإنترنت يحتل مكانة بصفته تجربة متوازنة ورائدة لصون كرامة الأقليات المسلمة وسكينتهم أمام قوانين وتشريعات البلدان التي يعيشون فيها، منوّهة بأن مشروع الاعتدال يسعى إلى نشر الفهم الإسلامي السليم للمواضيع المتأزمة مثل القتال والتكفير على وجه الخصوص، عبر التضامن الفكري والثقافي والعلمي.