أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في المؤتمر الذي نظمته جريدة الفجر بالأمس، أن الخطاب الديني والفكري والثقافي وبناء العقلية العلمية القادرة على التفكير والنقد والتمييز من أهم العوامل في مواجهة هذا الفكر الظلامي المتطرف، وأن قضية التجديد ليست وليدة اليوم، وأن التجديد ليس مقصورًا على عالم الدين وحده بل يشمل جميع فئات المجتمع، فقد يكون المجدد شيخًا أو فقيهًا، أو حاكمًا عادلاً، أو مصلحًا اجتماعيًا، أو قائدًا عسكريًا. كما أوضح وزير الأوقاف، أنه لا توجد مطلقًا مشكلة في محتوى الخطاب الديني، ولكن المشكلة فيمن يتاجرون به، فالقضية أعمق وأوسع وأشمل، وأننا نحتاج إلى تجديد الخطاب العقلي، والخروج من العقلية المنبطحة المستسلمة إلى عقل قادر على النقد والتميز، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا صامتًا محددًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه ، وإنما وضع أسسًا ومعايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يقرّه الإسلام، ومتى اختلّت أصاب الحكم من الخلل والاضطراب بمقدار اختلالها. كما أكد أن أعضاء الجماعات المتطرفة لا يؤمنون بقضية الوطن ولا يعترفون بحدوده، بل هم مؤمنون بفكرة الوطن البديل، فالإحساس بتراب الوطن عند هذه الجماعات منعدم، وهو ما تريده القوى الاستعمارية، فالمصالح المشتركة بين الإرهابيين والقوى الاستعمارية لا تخفى على أحد. هذا وقد أشاد الأستاذ عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة الفجر، والسادة أصحاب المداخلات، بالفكر المستنير والجهد المتميز للوزير في ضبط شؤون الدعوة ونشر سماحة الإسلام.