طالما ارتدى اللاعب قميص منتخب بلاده، فلا حديث عن النادى الذى يمثله بعدما تعالت نبرة التعصب التى وصلت إلى حد ما يقرب الاستفتاء عن مدى شرعية تشجيع الفريق المنافس من عدمها فى البطولات الخارجية، وما ان انتهينا من تلك الحالة الجدالية حتى خرج علينا البعض الاخر ليؤكد لنا انه لا علاقة بين مدى قوة النادى الاهلى وتأثيره على المنتخب القومى، وطالما وصلنا إلى تلك الحالة. فلا جدال عن أن تلك هى الحقيقة التاريخية التى يؤكدها التاريخ والأرقام مع المنتخب الأول التى بدءت مسيرته فى ثلاثينات القرن الماضي. عقد الثلاثينات : شارك منتخب مصر فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1934 وخلال التصفيات المؤهلة لمونديال ايطاليا 34 شارك مع المنتخب القومى 5 لاعبيين من لاعبى النادى الأهلى هم: " مصطفى منصور, عزيز فهمى, وجيه الكاشف , مختار التتش , هانى لبيب"، و خلال المبارتان التى واجه فيهم الفراعنة منتخب فلسطين احرز خلالها مختار التتش خمسة اهداف ساهم خلالها فى صعود منتخب مصر. عقد الاربعينات : لم يكن هناك مشاركة حقيقية للمنتخب القومى عقد الخمسينات : مع انطلاق بطولة الدورى موسم 48 – 49 استحوذ المارد الاحمر على لقب المسابقة حتى موسم 58 – 59 و خلال تلك الفترة شارك المنتخب الاول فى بطولة الامم االافريقية مرتيين الاولى عام 1957 و حصد المنتخب اللقب فى أوج تألق الأهلى كما حافظ على لقبه فى بطولة الامم الافريقية 1959 فى وجود 7 لاعبيين من النادى الاهلى من أصل 15 لاعب ضمتهم القائمة المشاركة فى البطولة كانوا جميعهم فى التشكيلة الاساسية و هم عادل هيكل، صالح سليم، رفعت الفناجيلى، محمود الجوهرى، طارق سليم، ميمى الشربينى، طه اسماعيل. عقد الستينات : حافظ النادى الاهلى على قوته خلال الثلاث سنوات الاولى من هذا العقد و كان المنتخب الاول قاب قوسين و او ادنى من الفوز ببطولة الامم الافريقية 62 و لكنه خسر اللقب فى المباراة النهائية امام اثيوبيا و مع انهيار مستوى الاول مع منتصف عقد الستينات غابت مصر عن بطولة الامم الافريقية 1965 و مع نكسة يونيو 67 لم يكن هناك اى نشاط رياضى فى مصر عقد السبعينات : مع اوائل هذا العقد استمر التجميد للنشاط الرياضى فى مصر حتى نصر اكتوبر 73 و مع العام التالى بدء الاهلى فى بناء جيل التلامذة و خلال تلك الفترة خاضت مصر بطولة الامم الافريقية 78 و خاصت تصفيات مونديال 74 و 78 و لكن فكرة التوازن فى اختيارات الاجهزة الفنية بين لاعبى الاهلى و الزمالك دفعت المنتخب للخروج بفضيحة تونس 4 -1 و التى ضمت كونسولتو مدربيين بخلاف نينكوفيتش المدير الفنى للمنتخب سافر معه بتعليمات من اتحاد الكرة هيديكوتى المدير الفنى للأهلى آنذاك و زكى عثمان المدير الفنى السابق للزمالك وهى الفترة التى شهدت تنافساً شديداً بين الاهلى و الزمالك عقد الثمانينات : انقسم هذا العقد الى نصفين جاء النصف الاول ليصبح بمثابة استمرار لجيل منتصف السبعينات و استمرت نفس السياسة التى تقضى بضرورة التوازن بين لاعبى الاهلى و الزمالك فى اختيارات الاجهزة الفنية استمر المنتخب فى دفع ثمانها بالخروج من التصفيات المؤهلة لكاس العالم 82، والخروج من بطولة الأمم الافريقية 84 وظهور ووجوه جديدة مع أوائل هذا العقد، واعتماد سياسة اخرى تقوم اختيار الافضل وليس ومبدأ التوزان بدءت تلك السياسة تجنى ثمارها بفوز منتخب مصر ببطولة الامم الافريقية 1986 وشهدت تلك الفترة تألق الاهلى بصورة ملحوظة حيث استعاد بطولة الدورى العام و حقق خلال تلك الفترة ثلاثة بطولات افريقية للاندية ابطال الدورى و ابطال الكاس و هو ما ساعد الجهاز الفنى للمنتخب فى اختيارات المنتخب القومى لبطولة الامم الافريقية 86 فضم 10 لاعبيين من أصل 22 ضمتهم قائمة المنتخب و هم احمد شوبير، ثابت البطل، علاء ميهوب ، حمادة صدقى ، حسام حسن ، مجدى عبد الغنى، محمود الخطيب، مصطفى عبده، ربيع ياسين , طاهر ابوزيد , خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 90 لنجد ان محمود الجوهرى المدير الفنى للمنختب قد اعتمد على 12 لاعب من النادى الاهلى من أصل 22 خلال التصفيات المؤهلة و هم أحمد شوبير وثابت البطل في حراسة المرمى إبراهيم حسن وربيع ياسين وهاني رمزي في الدفاع ومجدي عبد الغني المنتقل للدوري البرتغالي من الأهلي قبل البطولة و طاهر أبو زيد وأسامة عرابي وعلاء ميهوب في خط الوسط وفي الهجوم حسام حسن وعادل عبد الرحمن وأيمن شوقي و خلال البطولة ظل النصيب الاكبر للاعبى الاهلى فى التشكيلة الاساسية للجوهرى. عقد التسعيات : شهدت اوائل هذا العقد اهتزاز كبير فى مستوى النادى الاهلى منذ عام 90 استمرت لمدة أربعة أعوام و معه كا قوام المنتخب لا يضم الا عدد قليل من لاعبى النادى الاهلى و خلالها خرج المنتخب القومى من بطولة الامم الافريقية 92 من الدور الاول و من بطلوة الامم الافريقية 94 امام مالى من الدور الثانى و مع فوز المنتخب الاوليمبى بطولة الالعاب الافريقية 95 تم تعين كرول مديرا فنيا للمنتخب الاول و الذى اعتمد على مجموعة المنتخب الاوليمبى الذين لا يتمتعون بالخبرة الافريقية الكافية مع استبعاد عدد كبير من لاعب و نجوم النادى الاهلى و معه خرج المنتخب من بطولة الامم الافريقية 96 من الدور الثانى و مع تولى الراحل محمود الجوهرى مقاليد الامور الفنية للمنتخب الاول عام 97 اعتمد على مجموعة كبيرة من لاعب النادى الاهلى فى بطولة الامم الافريقية 98 خاصة و ان الاهلى كان يمر بأوج تألقه حيث كان قد حصد بطولة الدورى العام و البطولة العربية و يمر بحالة استقرار فنى دفعت الجوهرى لضم 6 لاعبيين من النادى الاهلى و هم محمد عمارة , عصام الحضرى , سمير كمونة , محمد يوسف , حسام حسن , ياسر ريان كانت اهداف حسام حسن لاعب النادى الاهلى كفيلة بفوز الفراعنة باللقب الرابع حيث حقق حسام حسن لقب هداف البطولة ايضاً و ضم منتخب افريقيا الذى اعلن عقب البطولة ضم ثلاثى الاهلى محمد عمارة و سمير كمونة و حسام حسن ضمن التشكيلة الاساسية لمنتخب افريقيا و صعدت مصر لبطولة كأس العالم للقارات عام 99 و قدمت مباريات رائعة فتعادل مع المكسيك صاحب الارض و تعادل مع بوليفيا و لولا مباراة السعودية الشهيرة لصعد الفراعنة للدور الثانى. الألفية الجديدة : مع بداية عام 2000 شهد الاهلى اهتزازاً عنيفاً فى المستوى الفنى للفريق ددفع خلالها المنتخب الثمن بالخروج من الدور الثانى لبطولة الامم الافريقية 2002 و من الدور الاول لبطولة الامم الافريقية 2004 خاصة و ان قوام المنتخب كان منطقياً لا يضم الكثيرين من لاعبى النادى الاهلى لإهتزاز مستوى لاعبييه مع إستفاقة المارد الأحمر عام 2004 بعد بناء فريق قوى شهدت الكرة المصرية طفرة غير مسبوقة و هو ما أهل الفراعنة للفوز ببطولة الامم الافريقية 2006 فى قائمة ضمن 9 لاعبيين من النادى الاهلى من أصل 20 لاعب كونوا قوام المنتخب المصرى و هم عماد متعب , ابوتريكة , وائل جمعة , احمدفتحى , محمد عبد الوهاب , محمد بركات , عصام الحضرى , محمد شوقى , حسن مصطفى و مع استمرار الصحوة الاهلاوية استمر حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب القومى على الاعتماد على لاعبى النادى الاهلى ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب فضم 7 لاعبيين من أًل 22 لاعب شكلوا القائمة الرئيسية للمنتخب الوطنى و هم عماد متعب , ابوتريكة , احمد فتحى , وائل جمعة , شادى محمد , عصام الحضرى , حسن مصطفى و تأهل المنتخب القومى لكأس العالم للقارات 2009 و قدم اداء اكثر من رائع ففاز على ايطاليا و كان قاب القوسين او ادنى من التعادل مع منتخب البرازيل و سجل فى مرماه ثلاثة اهداف لولا مباراة أمريكا الشهيرة لكان للمصرين مساراً اخر فى تلك البطولة و كاد المنتخب ان ينتزع بطاقة التاهل لكأس العالم 2010 بعد ان اخسر فى مباراة ام دورمان الفاصلة و عوضه هذا الجيل الرائع بعدها بايام بالفوز ببطولة الامم الافريقية 2010 معتمداً فى قوام المنتخب على لاعبى النادى الاهلى الخمسة و هم وائل جمعة , عماد متعب , سيد معوض , أحمد فتحى، أحمد حسن أما التأهل لكأس العالم فلا علاقة له بتألق هذا الفريق من عدمه فهى عقلية لاعب مصرى لا يجيد فن التأهل سوى عبر البطولات المجمعة فقط , هل من يؤكد ان مستوى الاهلى مرتبط بمستوى المنتخب مازال لديه ثقة فيما يقدمه للقراؤه و جماهيره و هو ما يكذبه التاريخ والأرقام.