أكد الكاتب الصحفي، مصطفى الطوسة، أنّ فرنسا تعيش هذه الأيام أجواء إعادة هيكلة للهيئات الممثلة لمسلمي فرنسا. وأضاف الطوسة، في تصريحات صحفية خاصة، أنّ وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، استقبل في مقر الوزارة وفداً من قيادات مسلمي فرنسا لمحاولة شرح المشروع الجديد الذي ينوي اقتراحه للخروج من إشكالية الهيئات الممثلة لمسلمي فرنسا.
وتابع الطوسة، أنّ جوهر مشروع وزير الداخلية هو إنشاء هيئة للحوار مع مسلمي فرنسا بجانب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، للتطرق لمعظم الإشكاليات التي يُعاني منها مسلمو فرنسا انطلاقاً من قضية بيع اللحم الحلال لضبط قنوات توزيعه، مروراً بعمليات بناء المساجد، ومصادر تمويلها.
وأوضح الطوسة أنّ فكرة إنشاء هذه الهيئة جاءت في سياق الأحداث الإرهابية التي ضربت فرنسا شهر يناير الماضي، حيث ارتفعت أصوات تنتقد التقصير في الدين الذي يُعاني منه مسلمو فرنسا، حيث تعرض المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى انتقادات لاذعة فيما يخص عدم قدرته للتعرض للخطاب الديني المتطرف الآتي من الشرق الذي يُهيئ البيئة الحاضنة للجماعات الإرهابية، واللجوء إلى العنف.
وأكمل الطوسة: "قامت حكومة مانويل فالس، في إعادة النظر في الهيئة الممثلة لمسلمي فرنسا التي تعتبرها الدولة الفرنسية طرفاً أساسياً لمناقشة قضايا الإسلام في فرنسا، وأنّ هذه العملية الإصلاحية التي يقوم بها برنار كازنوف، تقضي بمحاولة توسيع المجلس ليضم هيئة حوار مع الإسلام تفتح الأبواب لشخصيات من المجتمع المدني الفرنسي المسلم".
واستطرد الطوسة: "هذه الخطوة قد تثير ارتياحاً واسعاً في أوساط جمعيات مسلمي فرنسا التي كان يتملكها إحساس بالإقصاء، والتهميش من قبل المنظومة التمثيلية التقليدية، كما كان من شأنها أيضاً أنْ تتسبب في امتعاض قوي لدى أعضاء وقيادة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حيث من المحتمل أن يعتبر بعضهم هذه الخطوة بمثابة ضربة لمصداقيتها ولمحاولة إفراغ المجلس من محتواه، وصلاحياته".
واختتم حديثه الطوسة أنّ أكبر التحديات التي قد يُواجها وزير الداخلية برنار كازنوف، في خطوته الجديدة تكمن في محاولة إطفاء الغضب داخل هذا المجلس الذي تحول مع مرور الزمن إلى ساحة منافسة بين دول أجنبية تريد أن تفرض أجندتها على طريقة تعامل فرنسا مع مصالح الإسلام، والمسلمين في فرنسا، في الوقت الذي تجنب وزير الداخلية الفرنسي حتى الآن الخوض في هذه الإشكالية لما تحمله من مواقف قد تفجر تضارب المصالح بين الفاعلين في المجال الديني الفرنسي، وتعقد عملية إعادة الهيكلة التي تصبو إليها الحكومة كوصفة سحرية لحل معظم الإشكاليات.