تحدثت صحيفة "لوبوان" الفرنسية عن الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد في الانتخابات التشريعية وخسارته للأغلبية المطلقة التي يمتلكها عليها منذ 13 عامًا في البرلمان، مما يقضي بذلك على آماله لتعزيز حكمه دون منازع في البلاد. وبحسب النتائج النهائية، احتل حزب العدالة والتنمية دون أي مفاجأة مقدمة الاقتراع، ولكنه لم يحصل سوى على 40,7% من الأصوات و258 مقعدًا من أصل 550، وهو الأمر الذي يجبره للمرة الأولى على تشكيل حكومة ائتلافية. وفي سابقة أخرى هي الأولى من نوعها في المشهد السياسي التركي، تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي حاجز ال10% اللازم لحصول حزب على مقعد في البرلمان. وبعد فوزه ب13% من الأصوات، يحصل الحزب الكردي على 79 مقعدًا. وخلال مؤتمر صحفي في اسطنبول، قال صلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي: "حققنا فوزًا كبيرًا (...)، أولئك الذين يريدون الحرية والديمقراطية والسلام انتصروا، أولئك الذين يريدون الاستبداد ويتعجرفون ويعتبرون أنفسهم أصحاب تركيا الوحيدين خسروا". وحصل المنافسان الآخران للحزب الحاكم، حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي، على 25,1% و16,4% ويحتلان بالتالي 132 و81 مقعدًا. ويبدو حزب العدالة والتنمية – الذي فاز في جميع الانتخابات منذ عام 2002 – ضعيفًا في مواجهة الناخبين، لسقوطه ضحية تدهور الاقتصاد والانتقادات المتكررة لميول رئيسه الاستبدادية. وشددت الصحيفة الفرنسية على أن أول فشل انتخابي يعد هزيمة شديدة لرجب طيب أردوغان الذي جعل من هذه الانتخابات استفتاءاً على شخصه. وبالتالي، ينهار هدف أردوغان بتحويل تركيا إلى النظام الرئاسي وتعزيز سلطاته، لعدم حصول حزبه على الغالبية اللازمة لتعديل الدستور.