"متضروو الأحوال الشخصية"..القنبلة الموقوتة داخل الكنيسة القبطية، والملف الشائك داخل المقر الباباوي، تتسبووا امس الأربعاء في غضب البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الامر الذي نتج عنه انهاء عظته الاسبوعية قبل أن تبدأ. رصدت "الفجر" القصة الكاملة لما حدث أمس بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، حيث قال شهود عيان إن البابا تواضروس وجميع الحاضرين في الكاتدرائية من أساقفة وكهنة وشمامسة وشعب فوجئوا بقيام اربعة افراد في بادئ الأمر بالصراخ محاولة منهم للوصول الى البابا تواضروس، الامر الذي اثار استياء الحاضرين، لاسيما وان الكلام الذي تفوه به المطالبين بلقاء البابا، لم يصل منه سوى بضعة كلمات متقطعة مثل "المسيح- الإنجيل".
قام القس انجيلوس اسحق سكرتير البابا تواضروس، والقمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية، والدكتور صموئيل متياس، وهو المسؤول عن كشافة الكاتدرائية- حسب شهود العيان، بالاتجاه لهم الا انهم رفضوا التجاوب معهم، في حالة من الهمجية والفوضوية- حسب تعبير شهود العيان، مما دفع عدد من الشعب القبطي المعارض لتصرفهم بالاشتباك معهم، في اشارة الى ذلك الوقت انحصر فيما يقرب من 4 دقائق كان البابا تواضروس ينظر خلالها الى المشهد متأملا، بينما حاول المرتل ابراهيم عياد، مرتل الكاتدرائية بزيادة حدة الصوت حتى يغطي على ما يحدث، الامر الذي لاقى فشلا.
أوضح الشهود أن الامر انتهى باشارة من البابا تواضروس، حيث تلى الصلاة الربانية "أبانا الذي في السماء"، ثم اختتما العظة الاسبوعية في حالة عدم رضى عن ما حدث، وهم بالخروج مسرعا، الامر الذي ازاد من همجية وفوضوية المتظاهرين- حسب تعبير شهود العيان، بسبب فشلهم في الوصول الى البطريرك، مما دفعهم الى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المقر الباباوي؛ للمطالبة باعتراف الكنيسة بالاحكام التي صدرت بصالحهم من المحكمة بالانفصال عن ازواجهم، واستخراج تصاريح الزواج الثاني من الكاتدرائية.
وأكد الشهود أن امن الكاتدرائية تدخل في محاولة منه لتهدئة المتظاهرين، الامر الذي فشل فشلا ذريعا، وتطور الأمر بشدة الى أن وصل لحد قيام أحد الأفراد بإلقاء نفسه أمام سيارة الأساقفة رغبة منه في أن يسمعه أحد، حيث قام بالنوم على الارض بالعرض، حتي تتوقف السيارات لينزل أحد الأساقفة ويسمعه، وصرخ بصوت عال :"أنا عاوز أتجوز".
قال منكوبى الاحوال الشخصية للاقباط، في بيان رسمي لهم إن أمن الكاتدرائية عرض على وفد من المطالبين بلقاء البابا تواضروس، تكون من اربعة افراد وهم عادل صدقى، سعيد فخرى، مايكل عادل، ريمون صبحى، الانتظار قليلاً معهم حتى تهدئ الاجواء ويتثني لهم لقاؤه، الا انه تم النحفظ عليهم وتسليمهم الى قسم الوايليبتهمة اثارة الشغب والتحريض ضد البابا تواضروس.
أصدرت الكنيسة القبطية الارثوذكسية بيانا ًتوضيحيا لما حدث اثناء العظة الاسبوعية للبابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وأكدت الكنيسة فى البيان أن عدد من الأشخاص أثاروا الشغب والأصوات العالية بصورة لا تليق باحترام الكنيسة وهيبة بيت الله وبرغم محاولة بعض الاباء احتواء الموقف والعمل علي تهدئتهم إلا انهم تمادوا في هذا الهياج ودون استجابة منهم. وأضاف البيان: "أن هذا الموقف جعل قداسة البابا يوقف وينهي العظة التعليمية الاسبوعية وغادر الكاتدرائية الي المقر الباباوي".
قال عادل صدقى، أحد المتهمين بالتحريض ضد البابا تواضروس، في تصريح صحفي إنه تم خداعهم حيث اوهمهم الأمن أنهم سيلتقون بالبابا تواضروس، الا انهم فوجئوا بتسليمهم الى الشرطة، لافتا الى ان وقفتهم كانت سلمية -حسب قوله، معترفا بانهم هتفوا داخل الاجتماع بمطالبهم، نفايا الاتهمات الموجهة له هو وزملاؤه، مثل التحريض على البابا تواضروس، او التطاول عليه لفظيا، مشيرا الى ان الهدوف من اعلاء صوتهم هو توصيله الى البطريرك فقط.
من جانبه اكد عماد نادى عضو ائتلاف متضررى قانون الأحوال الشخصية، في تصريح صحفي، أنه من المقرر أن يعرض المقبوض عليهم امس على النيابة اليوم، بعدما حرر شخص محضرًا يتهمهم فيه بالتعدى عليه بالضرب داخل الكنيسة، موضحا ان الائتلاف كلف محامين بمتابعة القضية من أجل الإفراج عنهم.