الكثير من التوترات تلاحق "أردوغان" قبيل أيام من الإنتخابات البرلمانية المقررة في 7 يونيو المقبل، حيث أعلن نائب حزب العدالة والتنمية عن مدينة إسطنبول أحمد كوتلامِش توركيش، استقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. وقد علق توركيش على استقالته قائلا: "لقد لاحظت في البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية، أنهم سيقدمون على مسح كلمة (تركي) من دستور الجمهورية التركية، وأن هذا يفتح الأبواب على مصراعيها للوقوع في فخ تقسيم بلدنا القائم منذ 92 عاما، وإعلان حكم ذاتي في جزء منها أو التحول إلى دولة فيدرالية".
وقد نوهت الصحيفة التركية بأن عدد نواب حزب العدالة والتنمية داخل البرلمان تراجع إلى 311 نائبا، بعد استقالة توركيش.
وفي سياق متصل، نجد القبضة الإعلامية لأردوغان سببا أخر للإنقلاب عليه، حيث قررت الكاتبة أصلي أيدن طاشباش، الانفصال عن صحيفة "ميلليت" التابعة لمجموعة "دمير أوران" الإعلامية التي أصبحت تخضع لسيطرة أردوغان، موضحة أن ثمة نقاط خلاف مع إدارة الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الاستقالة استمرارا لموجة الاستقالات التي تقدم بها عدد من الصحفيين والكتّاب الديمقراطيين الذين يعملون في الصحف التي يسيطر عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية.
وفي محاولة لرصد حقيقة الإنقلاب على أردوغان، يتضح الأتي :-
_ الإنقلاب المستحيل.. ولعبة أردوغان
ففي البداية أكد هاني الجمل، المحلل السياسي، أن الانقلاب على أردوغان صعب جدا لعدة أسباب، الأول، هو وصول حزب أردوغان إلى القاعدة الشعبية وتوفير المستلزمات الضرورية للمواطن التركي، وهو ما يجعله يضع احتياجات المواطن البسيط نصب عينيه.
وأضاف أن السبب الثاني، هو عدم وجود معارضة تركية حقيقية تكون بديل لأردوغان، حيث لا توجد برامج بديلة لما يقدمه أردوغان للمواطن، مشيرا إلى أن أردوغان جعل تركيا على خريطة السياحة العالمية، وأصبحت المحطة الأولى للسياحة الأوروبية ومنها يتم توزيع السياحة على الشرق الأوسط.
وأوضح المحلل السياسي، أن أردوغان قام بلعبة على الشعب التركي، بتوفير احتياجات المواطنين لضمان ولائهم له، مؤكدا أن تركيا بها فساد ولكن فساد لا يمس المواطن.
_ سياسة أردوغان.. الفترة الفاصلة
فيما قال سعيد اللاوندي، خبير بالعلاقات الثنائية الدولية، أنه يوجد عدم إرتياح لكثير من فئات الشعب المختلفة، خصوصا قيادات الجيش التي قدمت على الاستقالات، كما قام أردوغان لإقالات للكثيرين، بالإضافة إلى المظاهرات واحتجاجات الصحفيين بسبب قبضة أردوغان عليهم، إلى جانب إستقالة نائب رئيس حزب العدالة والتنمية.
وأكد اللاوندي، أن الفترة القادمة وسياسات أردوغان فيه ستكون هي المحرك الأساسي والفترة الفاصلة لوجود إنقلاب أو لا، موضحا أن أردوغان سيقوم بتخطي تلك العقبات ليظل في الحكم.