بلغة الأرقام والإحصائيات فأن جاريدو مدرب الأهلى السابق يعتبر نفسه قد نجح مع الأهلى بشكل كبير، وفى كل تصريحاته سواء قبل أو بعد رحيله من الأهلى يؤكد أنه حقق إنجاز كبير لفوزه ببطولتي كأس السوبر المصرى وبطولة كأس الاتحاد الإفريقى "الكونفدرالية" ، حتى بعد إقالته من تدريب الأهلى، ووصفه من الجماهير الأهلاوية بأنه من أسوأ المدربين اللذين تولوا قيادة الفريق مازال يصر على أنه نجح بشكل كبير مع الأهلى، وأن وصوله بالفريق إلى المركز الثانى فى الدورى إنجاز، وأن الخسارة بضربات الترجيح فى السوبر الإفريقى إنجاز، ولايعى المدرب الإسبانى أن المركز الثانى بالنسبة للأهلى وجماهيره فى أى بطولة يشارك فيها هو قمة الفشل والإخفاق، حتى وأن توج قبلها بالكثير من البطولات. ولكن بالعودة إلى السيرة الذاتية لمدرب الأهلى السابق نجد أن تصريحاته تكاد تكون منطقية بالنسبة له فالمدرب السابق لم يحقق مع فريق من الذى تولى تدريبهم أى بطولة، ولم يصل مع أى منهم حتى للمركز الثانى، وكان أهم إنجازاته هو تحقيق المركز الرابع مع فيا ريال وتقول السيرة الذاتية للمدرب السابق أنه في عام 2002 أصبح جاريدو مدرباً للفريق الثالث بنادي فياريال الإسباني ثم تدرج في منصبه حتى تولى مهمة المدير الفني للفريق الأول لفياريال عام 2010 واستطاع أن ينهي الليجا الإٍسبانية في المركز السابع، وبعد أن تورط نادي ريال مايوركا في مخالفات مالية تم إستبعاده من المشاركة في البطولة الأوروبية ودخل فياريال بديلاً له. وفي أول موسم كامل له في القيادة الفنية لنادي فيا ريال، استطاع جاريدو أن ينهي الدوري في المركز الرابع، وبالتالي يتأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا، واستطاع أن يصل لنصف نهائي الدوري الأوروبي، وخسر أمام بورتو البرتغالي وخرج من البطولة. استغنت إدارة نادي فياريال عن خدمات جاريدو بعد أن تدهور وضع الفريق بالدوري الإسباني، حيث أصبح مهدد بالهبوط والخروج المبكر من دوري ابطال أوروبا، والخسارة من نادي ميرانديس في بطولة الكأس الإٍسباني. وتولى جاريدو مهمة المدير الفني لفريق كلوب بروج البلجيكي في 15 نوفمبر 2012 وأقيل في سبتمبر من العام التالي، وكانت أخر تجاربه الفنية مع نادي ريال بتيس الإسباني حيث لم تستمر سوى شهرين، لعب فيها 9 مباريات رسمية فقط حقق فيها فوز وحيد، وبعد الخسارة بخماسية نظيفة أمام ريال مدريد، تم الإستغناء عنه من قبل إدارة النادي. بلغة الأرقام كما أشارنا فأن مسيرة جاريدو مع الأهلى هى الأفضل فى تاريخه التدريبى مقارنة بنتائجه مع الفرق الأخرى. إخفاق الأهلى مع جاريدو لاينسب للمدرب عديم الطموح، وأنما ينسب فى النهاية إلى محمود طاهر رئيس الأهلى ومجلسه، الذى تعاقد مع مدرب لايملك سيرة ذاتية قوية ولايملك طموحات الفريق البطل، الذى يبحث كل يوم عن بطولة جديدة، ولاتُشبع رغباته ورغبات جماهير إلا منصات التتويج. تصريحات جاريدو المستمرة بنجاحه مع الأهلى رغم ضياع بطولة كأس مصر والسوبر الإفريقى والدورى وفوزه فقط ببطولتى الكونفدرالية وكأس السوبر توضح الفارق الكبير بينه وبين المدرب البرتغالى مانويل جوزيه، الذى كان يبحث دائماً عن البطولات ويبحث عن دوافع جديدة له وللاعبين لمحاربة التشبع بالبطولات لينجح الأهلى معه فى التتويج بأكثر من 20 بطولة، بطولة تلو الأخرى. مجلس الأهلى وهو يبحث عن مدرب جديد يجب أن يعى الدرس جيداً من تجربة جاريدو، وأن يكون للمدرب القادم طموح كبير ورغبة جامحة فى الفوز بكل البطولات التى يشارك فيها، وأن يدرك قيمة الأهلى فى أفريقيا وأن جمهوره لايقبل بخسارة بطولة أو حتى مباراة واحدة وأن كانت أمام أكبر الفرق العالمية.