قالت إيرينا بوكوفا، مدير منظمة اليونسكو، إن جامعة الأزهر، تعد أعرق الجامعات، وأرفعها مكانة في االعالم الإسلامي، موضحة، أنه يشرفها أن تكون هنا في رحاب الجامعة، لمناقشة أبعاد التسامح والتفاهم المتبادل. وأضافت بوكوفا، خلال كلمتها في المؤتمر الذي عقد بمركز الأزهر للمؤتمر، أن تأثير الأزهر وقياداته لا مثيل له في مصر والخارج، مما يعد تعبير عن قوة المعرفة والتراث الثقافى، الذي نحتاج إليه اليوم، لأنه يعطى القوة والرؤية الاستمرارية للتعامل مع الاضطرابات التي نشهدها الآن.
وأوضحت بوكوفا، أن الجهل بالآخر والتحامل ضد التنوع الثقافي هما أسباب إنعدام الثقة والفقر والتوتر والصراع، وهذا يدعو إلى مزيد من الحوار بين الثقافات على الصعيد العالمي.
وأشارت إلى أنه أسيء استخدام الأديان على مر التاريخ، لتغذية الكراهية أو العنف لأجندات سياسية، منوهة إلى أن السعي إلى الروحانية، هو من أجل السلام وكرامة الإنسان.
كما أثنت مديرة منظمة اليونسكة العالمية، بما فعله الشباب المصري، من أجل العدالة الإجتماعية، والكرامة، منوهة أنهم كشفوا عن عمق الروح المصرية والتطلع لمستقبل أفضل.
وقالت بوكوفا، إن البعض يسعى لإستغلال آمال الشباب التي لم تتحقق لتأجيج الغضب على القادة بما فيهم الزعماء الدينيين.
وأضافت، أن الأزهر يضطلع بدور قيادي، في تلك المهمة، لأنه محلا للحوار وللتعلم أيضا، كما أبدت مدير اليونسكو، بكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي قالها قبل بضعة أسابيع حول أهمية الخطاب الديني، الذي يتماشى مع أوقاته قائلا: "نحن المسلمون في حاجة إلى ثورة دينية مادحا مساهمة الأزهر فى هذا المجال".
وأوضحت، أن التقنيات الحديثة، خلقت حيزا جديدا لتبادل الحوار العالمي، حيث يتمكن الجميع من المشاركة وتبادل المعرفة، كما يسهل أيضا استغلال هذا الأمر في نشر الكراهية، والإستغلال.
وعبرت إيرينا بوكوفا، عن تأثرها، بكلمات الإمام الأكبر، عندما أكد على أن الحضارة الإسلامية هى حضارة واعتراف وتواصل لتوطيد الروابط بين الشعوب.
وذكرت مديرة اليونسكو، أن هناك عددا قليلا من المدن، يضاهي القاهرة، في ثرائها بما تحتويه من أكثر من 600 أثر مسجل يرجع تاريخهم إلى القرون من السابع إلى العشرين.
وأكدت بوكوفا، أنها سعيدة جدا بوجودها في مصر من أجل إعلان أهمية تراث ما قبل الإسلام للإنسانية، بما في ذلك المسلمون كمصدر للإنتماء والكرامة.
وأوضحت مديرة اليونسكو، أن الروح عميقة في مصر، ألهمت اليونسكو في نشر سنة مجلدات حول أسس الإسلام بعنوان "الجوانب المختلفة للثقافة الإسلامية" خلال العقد الماضى.
ونوهت بوكوفا، إلى أن هناك تطهيرا ثقافيا يحدث في العراق وسوريا، لأن المتطرفين يستهدفون التراث الثقافي، الذي يحمل أرواح الشعوب لضرب المجتمعات فى جوهرها، لافتا إلى أنه لا يمكن أن تهزم هذه التعديات بالأسلحة فقط.