ظهرت اليوم بوادر أزمة دبلوماسية بين العراقوهنغاريا، حيث هاجمت الحكومة العراقية إعلان رئيس وزراء هنغاريا دعم بلاده لاستقلال اقليم كردستان العراق الشمالي، معتبرة أنه تدخل غير مقبول في شؤون البلاد الداخلية، داعية جميع الدول إلى احترام سيادتها ووحدة اراضيها، ومؤكدة أن أي دعم للحرب ضد تنظيم "داعش" يجب أن يمر عبر حكومة العراق المركزية. عبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن استغرابه للتصريحات، التي ادلى بها نظيره الهنغاري فيكتور اوربان بتأييده استقلال اقليم كردستان، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني في بودابست امس الاثنين.. واعتبرها تدخلاً غير مقبول بالشأن الداخلي العراقي. ودعا العبادي في بيان صحافي وزعه مكتبه الاعلامي الثلاثاء، واطلعت على نصه "إيلاف"، جميع الدول إلى احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.. وقال: "اننا نجدد موقفنا الثابت برفض أية مشاريع تقسيمية والحفاظ على العراق الواحد الموحد". واضاف "نجدد تأكيدنا بترحيبنا بالدعم المقدم للعراق في حربه ضد عصابات داعش الارهابية على أن يكون بموافقة الحكومة الاتحادية ومن خلالها". وكان رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أكد خلال لقائه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أمس الاثنين دعم بلاده لإقليم كردستان، وأشار إلى أن الاقليم يتمتع بعدة نقاط جيدة تؤهله ليكون مركزًا مستقلاً. ومن جهته، هاجم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم موقف رئيس الوزراء الهنغاري معتبرًا أن الاداء الجديد الذي تمارسه بعض الدول من خلال دعمها لاستقلال هذا المكون أو ذاك منطق "غير مقبول". وقال المجلس في بيان له، "بقلق بالغ تابعنا تصريحات رئيس وزراء هنغاريا الشعبية فيكتور أوربان، التي يعلن فيها تأييد بلاده لاستقلال كردستان".. واضاف أن "موقفنا واضح من وحدة العراق، ارضًا وشعبًا ومستقبلاً، ونأمل بقيام تسوية شاملة بين مكوناته بما يعيد لهذا البلد أمنه واستقراره وهيبته في اطار عراق اتحادي برلماني موحد ويعزز دوره الايجابي بمحيطيه الدولي والاقليمي". وعبرالمجلس عن استغرابه "من الاداء الجديد الذي تمارسه بعض الدول اثناء زيارة شركائنا في الوطن اليها، ومنها دولة هنغاريا الصديقة، حيث يعلنون دعمهم لاستقلال هذا المكون او ذاك اثناء عرضهم رغبة المساعدة والاسناد".. واعتبر ذلك "منطقًا غريبًا وغير مقبول يهدف إلى تفكيك بنية البلد وينمي النزعات الانفصالية فيه". لكن المجلس رحب "من الناحية المبدئية بدعم واسناد جميع الاصدقاء للعراق، وهو يخوض حربه الشريفة والشرسة ضد الارهاب والتكفير وقوى التقسيم والتشرذم".. مشددًا "على أن هذا الدعم لابد أن يمر من خلال قنواته الدبلوماسية الصحيحة والمعروفة، وهي الحكومة الاتحادية وبما لا يخل بوحدة العراق واستقلاله وسيادته، وبما لا يتجاوز مبادئ الصداقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وكان بارزاني وصل إلى العاصمة الهنغارية الاحد الماضي، واستقبل من قبل نائب وزير الخارجية وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية. وامس زار مبنى البرلمان الهنغاري واجتمع مع نائب رئيس البرلمان الذي تطرق إلى العلاقات الاقتصادية بين هنغاريا واقليم كردستان، مؤكدًا على أن شعب هنغاريا يرغب في توسيع العلاقات مع الاقليم، موضحًا أن برلمان بلاده قرر وبأغلبية 70% من اعضائه ارسال وحدة عسكرية لتدريب قوات البيشمركة، كما تحدث ايضًا حول تقوية العلاقات بين البلدين في مجال الاثار والثقافة بشكل عام. وفي اليوم نفسه، اجتمع الرئيس بارزاني والوفد المرافق له مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوبان، بحضور وزيري الخارجية والدفاع الهنغاريين، وعدد من المسؤولين الحكوميين، تحدث رئيس الوزراء الهنغاري حول المواقف التاريخية المتشابهة بين شعبي كردستان وهنغاريا، مؤكدًا على أن شعبه يقف دائمًا مع الشعوب التي عانت الظلم والطغيان ويناضلون من اجل الحرية، وقال "اؤكد على أن هنغاريا تقف مع طموح شعب كردستان في جميع الظروف". وأشاد بارزاني بموقف شعب وحكومة هنغاريا لدعم شعب كردستان ودعم البيشمركة شاكراً قرار البرلمان لارسال وحدة عسكرية خاصة لتدريب قوات البيشمركة، كما رحب بقرار توسيع العلاقات في اكثر من مجال بين بلده والاقليم، مقدمًا شكره للحكومة الهنغارية لمنحها فرصة الدراسة لطلبة كردستان، ودعا رئيس الوزراء الهنغاري رسمياً لزيارة كردستان. وكان وزير خارجية هنغاريا اعلن خلال زيارته إلى بغداد في الرابع من الشهر الحالي عن ارسال بلاده 150 عسكرياً إلى أربيل لتدريب قوات البيشمركة الكردية. وقال الوزير الهنغاري بيتر زيجارتو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري، إن تنظيم "داعش" منظمة ارهابية متوحشة تشن هجمات ارهابية ليس على العراق وحده وانما على دول أخرى في العالم، لذلك يجب أن نقاتل سوية هذا التنظيم وقررنا ارسال 150 عسكرياً هنغاريًا سيصلون إلى مدينة أربيل الشمالية اواخر الشهر الحالي، وسيبقون فيها ثلاثة اشهر للاشراف وحفظ الأمن على عمليات تدريب تقوم بها القوات الهنغارية لقوات البيشمركة الكردية هناك. وأشار الوزير الهنغاري إلى أنّ العراق هو شريك استراتيجي لاوروبا في مجال الطاقة، موضحًا أن بلاده ستوقع على اتفاقية الشراكة العراقية الاوروبية في مثل هذا المجال. وقال انه أجرى اليوم مباحثات مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي تناولت بحث سبل تدعيم التعاون الثنائي في الميدان العسكري والجوانب المتعلقة بالتسليح والتعاون العسكري بين البلدين والحرب على الارهاب. وأشار إلى أنّ الوزير العراقي ابلغه بحاجة العراق إلى الاسلحة الهنغارية، وقال "سندرس الطلبات التسليحية العراقية بإهتمام".