نشر الصحفي الأمريكي سيمور هيرش تقريرًا في مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس" يؤكد فيه أن الرواية التي يدافع عنها البيت الأبيض الخاصة بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن "كاذبة". وصرح الصحفي السابق في "نيويورك تايمز": "إنها كذبة كبيرة، ليس هناك كلمة واحدة حقيقية"، مستشهدًا بمصادر استخباراتية أمريكية وباكستانية سابقة وكذلك قوات البحرية الأمريكية. وقال سيمور هيرش: "البيت الأبيض لا يزال مصرًا على أن المهمة كانت أمريكية خالصة بنسبة مئة في المئة وأن كبار قادة الجيش في باكستان ووكالة الاستخبارات الداخلية لم يكونوا على علم بالعملية. وهذا كذب". كما اعتبر هيرش أن عدم علم أكبر قائدين عسكريين في باكستان، وهما الجنرال أشفق برويز كياني والجنرال أحمد شجاع باشا المدير العام للاستخبارات الداخلية، بمهمة الولاياتالمتحدة أمر غير صحيح. وكشف هيرش أن العقل المدبر لتنظيم القاعدة كان سجينًا لدى وكالة الاستخبارات الداخلية منذ عام 2006 التي وضعته قيد الإقامة الجبرية ووافق على الحصول على أموال من السعودية للقيام بأسره. وقامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) بتحديد موقع بن لادن عبر وكيل استخباراتي باكستاني سابق رفيع المستوى قام بخيانة السر مقابل الحصول على جزء كبير من المكافأة التي قدمتها الولاياتالمتحدة وبلغت 25 مليون دولار. وأكد سيمور هيرش أن الهجوم الأمريكي في الثاني من مايو 2011 لم يتم وفقًا للسيناريو الذي كتبه البيت الأبيض. فالقوات الأمريكية دخلت بهدوء في الفيلا التي يقيم فيها بن لادن وقتلت "رجلًا ضعيفًا أعزل". ولم يتم إلقاء جثة بن لادن عقب ذلك في البحر، بل تم دفنها في باكستان. كما اتهم تقرير هيرش أن إدارة أوباما قدمت تنظيم القاعدة على أنه تهديد أكبر مما هو عليه في الحقيقة قبل مقتل زعيمه. وهو الأمر الذي لم يرد عليه حتى الآن البيت الأبيض.