وسط التصعيدات العالمية السياسية التي تلاحق إيران والسعودية ودول التحالف العربي، نتيجة دعم الأولى لجماعة الحوثيين لتفشي المد الشيعي باليمن، تعددت التهديدات الإيرانية للتحالف العربي وعلى رأسهم السعودية، التي بلغت الخلافات بينها وبين إيران ذروتها منذ بدء عاصفة الحزم "العملية العسكرية التي قادتها السعودية مع حلفائها العرب ضد الحوثيين". وفي آخر تهديد إيراني قال مساعد الشؤون الباسيج والثقافة الدفاعية في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، إن "صبر إيران وتحملها وضبطها للنفس تجاه بعض الأنظمة في المنطقة له حدود". وهدد جزائري، الذي كان يتحدث إلى التلفزيون الإيراني الخميس الماضي، بقوله: "نحذر بعض الأنظمة أن لا تتجاوز حجمها وحدودها"، مؤكدا أن "هذه الأنظمة يجب أن تنتظر العواقب الناتجة عن الأعمال التوسعيّة وتجاوزها على حدودها بما يهدد أمن المنطقة ومصالحها". وأضاف أن "رؤية إيران قائمة على أساس الدفاع، وأنها تعارض كافة أشكال الحرب والعنف وإراقة الدماء وانعدام الأمن في المنطقة". الاتفاق النووي 5+1 وعقب ذلك أكد هاني الجمل، المحلل السياسي، والمتخصص في الشأن العربي، أن إيران لن تتدخل في حرب بشكل مباشر مع التحالف العربي والدول السنية في هذا التوقيت الدقيق، حيث أن إيران بصدد نقلة نوعية وعسكرية في المنطقة الإقليمية وهي توقيع الاتفاق النووي 5+1 مع الدول الكبرى. بالونات الاختبار..والحرب بالوكالة وأكد الجمل، أن تهديدات إيران ليست من فراغ، وإنما هي تقوم في الوقت الحالي بإعادة سيناريو الحرب بالوكالة عن طريق المد الشيعي للحوثيين باليمن، وقوى الحشد الشيعي في العراق، وميشليات حزب الله في لبنان، ومدهم ودعمهم لمحاربة الدول العربية تحت لواء إيران، موضحاً أن تلك الميشليات تعد بالونات اختبار تدفع بها إيران لمحاصرة الدول السنية وخاصةً السعودية لتضييق الخناق عليها. اللعبة الإيرانية..وتفادي أخطاء الماضي وأشار المحلل السياسي، أن تلك اللعبة الإيرانية، تلعبها إيران لتصون نفسها من تكرار خطأ السبعينيات عندما حاربت العراق، ووقفت بجانبها جميع الدول العربية السنية وأدى ذلك لخسارة الإيرانيين، مشيراً إلى أن إيران استوعبت الدرس وتقوم بتفادي أخطاء الماضي. الانتشار الشيعي...والمواجهة بالوكالة وأضاف محمد عبد القادر، خبير بمركز الأهرام في الشئون الإيرانية، أن موقف إيران من الدول العربية معروف منذ زمن بعيد وليس وليد الأزمة اليمنية، موضحاً أن إيران تحاول نشر المد الشيعي بكافة الدول العربية وقامت باستغلال ثورات الربيع العربي والانفلات الأمني الذي ساد في الدول العربية لنشر المد الشيعي، مثل وجود الحوثيين باليمن، ووجود الشيعة في العراق وليبيا ولبنان. وأكد عبد القادر، أن إيران لن تدخل في حرب ومواجهة مباشرة مع الدول العربية والسنية، ولكنها ستدخل في مواجهة وحرب بالوكالة عن طريق ميشلياتها الشيعية التي زرعتها ببعض الدول العربية، إلى أن تتحقق من أهدافها. التصريحات البلهاء..الجيش العربي الموحد..الضمان الأمريكي الأوروبي ومن الناحية العسكرية، قال اللواء زكريا حسين، الخبير الإستراتيجي، أن إيران لن تستطيع وليس لديها القدرة على إعلان حرب ضد دول تحالف عاصفة الحزم، ولا ضد السعودية، وذلك لسببين الأول، هو وجود جيش عربي موحد قوي يتصدى لتلك الحرب وسيتسبب في تفكير إيران أكثر من مرة لإعلان حرب ضد العرب والدول السنية لإنها ستكون الخاسرة وستعيد التاريخ من جديد. وأضاف، أن السبب الثاني، هو الضمان الأمريكي الأوروبي لدول الخليج بعدم خوض إيران حرب ضد دول الخليج، مشيراً إلى أن بعض تصريحات الإيرانيين الغير مسئولين مجرد تصريحات بلهاء بغرض نشر الذعر للشعوب العربية، مطالباً بعد ترويجها.